ثكلت موريتانيا منظرها المؤتمن وحكيمها الناصح وانهد ركن اعلامها الركين برحيل المرحوم ولد عمير ولد ابي الذي كان من أبرز رواد الصحافة المستقلة و المنافحين عن حريتها الساعيين دائما الي إصلاحها وتمهينها.
لقد عرفت الأخ ولد عمير عن قرب من خلال عملي معه في جريدة "المنبر" النسخة العربية من اسبوعية "لاتربين" الفرنسية الرائدة حيث كنت الي جانب الزملاء الصحفيين العاملين بالمؤسسة نستغل فرصة اجتماع التحرير و الجلسات الصباحية في مكتب المدير ولد عمير كل يوم لننهل من معين ثقافته ومعرفته الذي لا ينضب في مختلف المجالات من فكر وسياسة وعلم ودين فضلا عن تضلعه من ثقافة البيظان بأدبها وتاريخها وفنها فلم ترد واردة ولا شاردة في تلك المجالس الماتعة الا كانت مثار محاضرة عميقة يلقيها بأسلوب اكيدي شيق رصين يمزج بين الظرافة المحصرية والثقافة الشمشوية الأصيلة ولا غرو في ذلك ، فالمرحوم يمثل عصارة حقيقية للعمق التروزي بكتابه وركابه فهو سليل العلامة الصالح حيب الله نا المختار( صاحب السم ) الذي كان من اشهر علماء اترارزة، كما انه حفيد" سيدي ميله" المعروف برجاحة العقل وبقوة التأثير في المشهد السياسي بإمارة اترارزة.
سافرت مع المرحوم أكثر من مرة فكانت اخلاقه الفاضلة وطباعه السمحة ثابتة راسخة كالجبال الراسيات لا يغيرها التعب ولا تنال منها ظروف السفر الضاغطة فيظل مهما بعدت المسافة ووعرت الطريق بشوشا كريما محافظا على صلواته وخلواته.
رحم الله ولد عمير برحمته الواسعة واسكنه فراديس جنانه وربط على قلوب ذويه وأصدقائه ومحبيه
وانا لله وانا اليه راجعون