صرح الإيطالي جان بييرو غاسبيريني المدير الفني لنادي أتلانتا بأنه فخور بجلب كأس الدوري الأوروبي لكرة القدم إلى إيطاليا بعد 25 عاما بفوز فريقه على باير ليفركوزن الألماني.
وتوج نادي أتلانتا لأول مرة في تاريخه بلقب قاري، بفوز على باير ليفركوزن الألماني (3-0) في النهائي الذي جمعهما مساء أمس الأربعاء، في العاصمة افيرلندية دبلن، ليعيد فريق مدينة بيرغامو أعاد الأندية الإيطالية إلى منصات التتويج بعد غياب 25 عاما، وتحديدا عندما فاز بارما على مارسيليا الفرنسي (3-0) أيضا، في نهائي 1999، ليتوج باللقب الأوروبي بحلته القديمة، وكان يعرف بـ"كأس الاتحاد الأوروبي".
وقال جان بييرو غاسبيريني بعد الفوز باللقب التاريخي: "نحن في غاية السعادة. كلّنا دخلنا التاريخ، الجماهير التي تنقلت بأعداد كبيرة من برغامو إلى دبلن، اللاعبون والجهاز الفني والإدارة".
وأضاف: "فخور جدا بإيطاليا كلها لأنها كانت كأسا ملعونة. إنتر وروما فقط بلغا النهائي على مدار الـ25 عاما الماضية وخسرا. ربما يكون الفوز بها مع أتلانتا إحدى تلك القصص الرائعة في كرة القدم التي نادرا ما تحدث، وهذا يظهر أنه لا يزال هناك مجال للجدارة والاستحقاق في كرة القدم.
وواصل المدرب الإيطالي المخضرم: "لا يزال هناك مجال لمزيد من الأفكار، والأمر لا يتعلق فقط بالأرقام والأندية الكبيرة في الدوري".
ويملك أتلانتا، الذي تأسس عام 1907، تاريخا طويلا وثريا ويرتبط بمدينة بيرغامو في شمال إيطاليا، التي أصبحت مركزاً لجائحة "كورونا" في البلاد عام 2020.
وتسبب انتشار المرض في رفع معدل الوفيات 5 مرات عما كان عليه في السنوات السابقة، وأضر باقتصاد المدينة.
وفي رده على سؤال بشأن ما يعنيه التتويج باللقب لأهالي بيرغامو بعد تحديات الوباء، قال جان بييرو غاسبيريني: "من الصعب محو مخاوف معينة حتى إذا مرت سنوات عدة منذ ذلك الحين. لقد كانت لحظات مؤلمة للغاية. كان سكان بيرغامو دائما على استعداد للرد حتى عندما أصبح الأمر صعبا. بالتأكيد، لن نتمكن من التخلص من كل هذا الألم، لكنني أعتقد بأننا تَمكنا من رسم ابتسامة على وجوه جماهير بيرغامو".
لم يعرف المدرب المخضرم جيان بييرو غاسبريني يوما معنى الاستسلام في عالم كرة القدم، وتمسك بحلمه حتى توج أخيرا بأول ألقابه بعد أن قاد أتالانتا لمنصة التتويج بكأس الدوري الأوروبي 2024.
وأنهى أتالانتا أخيرا سلسلة 51 مباراة متتالية لم يخسر خلالها باير ليفركوزن بطل "البوندسليغا"، في كافة البطولات، وانتصر عليه بثلاثية دون رد في نهائي "يوروبا ليغ" في إيرلندا، مساء أمس الأربعاء.
وحقق المدرب الإيطالي المخضرم (66 عاما) مسيرة ملهمة لغيره من المدربين، انطلقت في العام 1994 مع فريق الشباب في نادي يوفنتوس البطل التاريخي لكرة القدم الإيطالية، قبل أن يتنقل بين عدة أندية لاحقا منها كروتوني وجنوى وإنتر ميلان وباليرمو.
وحط جان بييرو غاسبيريني الرحال أخيرا في فريق أتالانتا، وهو مستمر على رأس القيادة الفنية له منذ عام 2016.
المثير في الأمر أن المدرب المخضرم انتظر 820 مباراة كاملة ليُتوج مجهوده الكبير في عالم التدريب بأول لقب في تاريخه، ولم يرفع يوما الراية البيضاء.
وبحسب موقع "ترانسفير ماركت" للأرقام والإحصائيات، خاض غاسبريني 820 مباراة مع كافة الفرق وفي كل البطولات، حقق خلال الفوز 374 مرة وسقط في التعادل في 374 لقاء، بينما خسر في 249 مناسبة.
كان غاسبريني بالفعل على وشك التتويج بأول ألقابه كمدرب في العام 2011، عندما تولى القيادة الفنية لفريق إنتر ميلان الإيطالي، وقاده في مباراة السوبر المحلي أمام الجار والغريم التاريخي ميلان.
لكن مباراة "الديربي" في السوبر الإيطالي انتهت بفوز ميلان (2-1)، ليحرم الأخير غاسبريني من التتويج بأول ألقابه في عالم كرة القدم.
وبسبب تلك المباراة، دخل إنتر ميلان النفق المظلم تحت قيادة جان بييرو غاسبيريني وخسر في انطلاقة الدوري الإيطالي على يد باليرمو (3-4) ثم تعادل سلبا على ملعبه أمام روما، وخسر بعدها بين جماهيره أمام طرابزون سبور التركي في دوري أبطال أوروبا، ليغادر مبكرا من الباب الضيق.