سيدي الرئيس،
عندما تفشل أي محاولة للاستيلاء على السلطة، فمن الطبيعي أن يتعرض أصحابها للتشهير، أحرى أن يواجهوا أسوء أنواع المعاملة. وغالبًا ما يتم تطبيق قانون المنتصر بطريقة غير عادلة، فعلاوة على التعسف، هناك مشاعر الانتقام والرغبة في ثني من قد تسول له نفسه القيام بمغامرة مماثلة.
صاحب الفخامة،
في 16 مارس 1981، نزلت بنواكشوط قوة كوماندوز مكونة من ضباط موريتانيين، يساعدهم عدد قليل من المدنيين يتأهبون للمشاركة في ما كان سيصبح انقلابا عسكريا جديدا.
وقد فشلت المحاولة، وتم اعتقال مرتكبيها وتعذيبهم وإذلالهم علناً قبل إدانتهم، والحكم على أربعة منهم بعقوبة الإعدام، ليتم إعدامهم بعد ساعات قليلة من رفض طلب العفو.
وقد نفذت عملية الإعدام كتيبة الجريدة غير بعيد من العاصمة نواكشوط.
صاحب الفخامة،
وبعد مرور ثلاث وأربعين (43) سنة، ليس لدينا، نحن أصحاب الحق ورفاق السلاح والأصدقاء، أي فكرة على الإطلاق عن المكان الذي دفن فيه العقيدان أحمد سالم ولد سيدي ومحمد ولد اباه عبد القادر والملازمان نيانغ مصطفى ومحمد دودو سك.
لقد مر ثلاثة وأربعون عامًا دون أن نتمكن من وضع شواهد قبور تليق بموقع دفن هؤلاء الضباط اللامعين في الجيش الوطني.
لقد مرت ثلاث وأربعون سنة دون أن نتمكن من زيارة قبورهم والدعاء لهم.
سيدي الرئيس،
في هذا العهد الذي يسود فيه الإنصاف والعناية الكريمة، نتوجه إليكم مباشرة للمطالبة بحقنا في الاطلاع رسميا على مكان دفن جثامين آبائنا وإخواننا وأبنائنا ورفاقنا وأصدقائنا لنعاملها وفق تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، وهو ما سيساعدنا أخيرا على القيام بالحداد المناسب لفقدان أشخاص أعزاء علينا .
وفي انتظار ذلك، أرجو أن تتقبلوا منا، سيدي الرئيس، أسمى آيات التقدير.
أحمد ولد انديات
عضو في قوة كوماندوز 16 مارس 1981