ضمن إطار الابتكارات والمساعي الهادفة لمكافحة الحرائق ومواجهة اتساع مساحات الجفاف في العالم والناتجة عن تسارع ارتفاع درجات الحرارة، تمكن علماء جامعة شمال القوقاز الفيدرالية بالتعاون مع علماء مؤسسات علمية روسية أخرى وآخرين من دولة الإمارات من ابتكار تقنية جديدة لاستدعاء هطول أمطار اصطناعية في الطقس الجاف.
وتشير مجلة أتموسفير ريسيرش، إلى أنه وفقًا للباحثين، ستعمل هذه التقنية في المستقبل، على إعادة توزيع الرطوبة الجوية بشكل فعال، وتحريك السحب مسافة ما بين 50 و100 كيلومتر أفقيًا.
وكما هو معروف، تقسم الغيوم الطبيعية إلى قسمين: محلية تنشأ وتتجمع في مكان معين، وسحب جبهوية، يمكنها الانتقال إلى مسافات طويلة.
ووفقًا للباحثين، يمكن إحداث زيادة مصطنعة في هطول الأمطار من خلال التأثير في السحب الجبهوية، التي تنشأ على الحدود بين الهواء الساخن والبارد وحركتها مرتبطة بحركة الجبهة الهوائية.
ويشير الباحثون، إلى أن المسألة الأساسية ليست تحفيز هطول المطر، بل "جلب" الغيوم إلى مكان الجفاف وحرائق الغابات.
وتكمن مشكلة الجفاف، في أن الجبهة الهوائية كقاعدة تنتشر في اتجاه معين من الغرب نحو الشرق، ومع حركتها تنخفض فيها الاحتياطات المائية.
ويقترح علماء جامعة شمال القوقاز الفيدرالية وزملاؤهم آلية جديدة لحلّ هذه المسألة، وذلك باستخدام كواشف كيميائية خاصة تطيل عمر هذه السحب وتزيد تشبعها بالرطوبة.
ويقول البروفيسور روبرت زاكينيان، "تستخدم في التحكم بالجبهة الهوائية وحدات تخلق نفاثات عمودية قوية من الهواء الدافئ والرطب، ولكن على ارتفاع حوالي كيلومتر، تضعف طاقة هذا التيار الهوائي العمودي، ما يمنع التأثير في الغيوم الأكثر تشبعًا بالرطوبة، ونحن حاليًا أصبحنا قاب قوسين من حل هذه المشكلة".
ووفقا للبروفسير زاكينيان، تنبعث من الكاشف المستخدم عند تكاثف جزيئات الماء عليه طاقة حرارية مع ارتفاعه عن سطح الأرض، ما يزيد من طاقة وسرعة تيار الهواء الصاعد، وهذه الطريقة تزيد ليس فقط كثافة وكمية الأمطار، بل وتطيل عمر السحب أيضًا.
ويقول زاكينيان "المشكلة لدى الزملاء من دولة الإمارات، هي أن السحب الجبهوية تمر فوق البحر وتسقط الأمطار في البحر قبل وصولها إلى اليابسة، وسوف تسمح الطريقة المقترحة بـ "سحب" الجبهة الهوائية مسافة 50-100 كلم باتجاه الشرق، ما سيساعد على تحسين مناخ واقتصاد عدد من المناطق".