دقة - حياد - موضوعية

إنكلترا تتخلّى عن قيود كورونا بما فيها الكمامة

2022-01-27 13:36:25

تخلّت إنكلترا، اليوم، الخميس، عن معظم القيود المفروضة لمكافحة المتحوّرة أوميكرون، وفي مقدّمها إلزامية وضع الكمامات وحيازة التصاريح الصحّية.

وتأمل حكومة إنكلترا أن يتعايش مواطنوها مع الفيروس، كما يتعايشون مع الفيروسات الأخرى مثل الأنفلونزا.

وبعدما أنهت، الأسبوع الماضي، التوصية بالعمل من المنزل لمن يمكنه ذلك، رفعت السلطات في إنكلترا، الخميس، قيودًا أخرى - وهي أصلًا من بين الأقلّ شدّة في أوروبا - كانت قد فرضتها في كانون الأول/ديسمبر للتصدّي لتفشّي أوميكرون، النسخة المتحوّرة من كوفيد-19، ومن بينها إلزامية وضع الكمامة في الأماكن العامة المغلقة وإلزامية حيازة تصريح صحّي للمشاركة في أي مناسبة يحضرها حشد كبير من الناس.

كما أعلنت الحكومة، الخميس، أنّ نزلاء دور رعاية المسنّين الذين تلقّى 86.5% منهم حتى اليوم الجرعة المعزّزة من أحد الّلقاحات المضادّة لكوفيد - سيتمكّنون مجدّدًا، اعتبارًا من الإثنين، من استقبال عدد غير محدود من الزوار. وإذا تبيّن أن أحد هؤلاء النزلاء مصاب بكورونا، فسيتعيّن عليه الخضوع لحجر صحّي لوقت أقصر مما كان مفروضًا في السابق.

لكن مع ذلك، فقد أعلن رئيس بلدية لندن، صادق خان، أنّ وسائل النقل العام في العاصمة ستبقي على إلزامية وضع الكمامات لركّابها وسائقيها.

والأمر نفسه ينطبق على بعض سلاسل المتاجر الكبرى مثل سينزبوريز وموريسونز وويتروز، التي طلبت من زبائنها وضع الكمامات أثناء وجودهم داخل هذه المتاجر.

لكنّ قسمًا من السكّان لن ينتظر توجيهات السلطات أو المتاجر لوضع الكمامة، إذ سيفعل ذلك من تلقاء نفسه كلّما رأى فيه فائدة له أو للآخرين.

وفي الواقع، فتخفيف هذه القيود يأتي في أفضل توقيت لجونسون، الذي يجد نفسه اليوم أضعف من أي وقت مضى على رأس الحكومة، بسبب فضيحة الحفلات التي أقيمت خلال فترات الإغلاق في مقرّ رئاسة الوزراء.

وفي تغريدة على "تويتر"، رحّب رئيس الوزراء بتخفيف القيود الصحية، محذّرًا في الوقت نفسه من أنّ "الجائحة لم تنته بعد".

وقال جونسون "على الجميع أن يظلّوا حذرين، وأنا أحضّ كلّ الذين لم يتلقّوا لقاحهم بعد على أن يفعلوا ذلك".

وبشكل عام، كانت إنكلترا أكثر تردّدًا من بقية مقاطعات المملكة المتّحدة (إسكتلندا وويلز وأيرلندا الشمالية) في إعادة فرض القيود الصحّية منذ 19 تمّوز/يوليو الذي أطلق عليه اسم "يوم الحرية"، لأنّه شهد رفع معظم القيود الصحية المشدّدة التي كانت سارية لمكافحة الجائحة.

غير أنّ ظهور المتحوّرة أوميكرون في الخريف، وهي أكثر عدوى من المتحوّرة السابقة دلتا، دفع بحكومة جونسون إلى إطلاق "الخطة باء"، على الرّغم من المعارضة التي لقيتها تلك الخطة من جانب قسم من الأغلبية الحكومية.

وهدفت التدابير التي نصّت عليها هذه الخطّة إلى تعزيز حماية السكّان من خلال تنظيم حملة لتلقيح السكّان بالجرعة المعزّزة، والاستمرار في محاولة إقناع المتردّدين بضرورة تلقّي اللّقاح.

ونجحت هذه الحملة في أن يتلقّى حتّى اليوم ما مجموعه 37 مليون شخص الجرعة المعزّزة، في إنجاز سمح للحكومة بتقليل الإصابات الخطيرة بالمرض وحالات الاستشفاء، وبالتالي تخفيف الضغط على النظام الصحّي.

ووفقاً لآخر الأرقام الرسمية فقد تلقّى 64% من السكّان الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً الجرعة الثالثة.

ومع تزايد أعداد المصابين لكوفيد خلال العطلات، قاوم جونسون الدعوات لتشديد القيود المفروضة لمكافحة الجائحة. واليوم يستعين رئيس الوزراء بالأرقام لإثبات صحّة قراره، إذ إنّ النظام الصحّي في البلاد ظلّ صامداً ولم يزد بتاتاً عدد المرضى على أجهزة التنفّس الاصطناعي كما أنّ أعداد الإصابات انخفضت بشكل ملحوظ.

لكن مع ذلك، فإن المملكة المتّحدة لا تزال من بين أكثر البلدان تضرّراً من الجائحة مع ما يقرب من 155 ألف حالة وفاة وما يقرب من 100 ألف إصابة جديدة يوميًا، مع تسجيل معدلات إصابة عالية جداً في صفوف الأطفال والمراهقين

تابعونا على الشبكات الاجتماعية