أحجمت لساعات عن الرد على بيان الهابا الشارح لقرار إنذار قناة المرابطون ووقف بث برنامج في الصميم لمدة شهر، فقد شعرت بحالة تعاطف حادة مع " الهيئة العليا للصحافة والسمعيات البصرية ،حين أكملت قراءة بيانها، تخيلت سياطا وأشياء أخرى تظلل رأس كاتب البيان المهيض تملي عليه ولاتترك له مجالا ولاوقتا للنقاش أو حتى للتعديل حتى يكون الأمر مقبولا من حيث الشكل.
.
أحسست في البيان حالة إنسانية جديرة بالتعاطف، وقد من الله علي بنعم لاتحصى منها أنني شديد الحساسية في التعاطف مع المقهورين، لقد كانت كل كلمة، كل حرف، كل فاصلة في البيان المهيض تتشبث بي لكي لا أرد وتقول لي بلغة هاباوية لكنها مفهومة ارحم هؤلاء فهم مقهورون إنهم تحت الإكراه ومن يكن تحت الإكراه لا يؤاخذ بأفعاله أحرى أقواله.
بعد ساعات من حالة التعاطف الحادة تلك وصلتني رسائل أخرى من البيان في قراءته الثانية تشرح ما فهمت من القراءة الأولى، تنبه إلى أن مدخل النصرة السليمة للهيئة المكرهة تنطلق من فك الأغلال عنها، وكشف الحقيقة التي أراد لها " صاحب السوط والأشياء الأخرى " أن تختفي وراء إشارات وإحالات خرقاء.
لقد قررت على بركة الله أن أنصر الهابا وأن أدافع عنها فهي بذلك جديرة، إنها هيئتنا العليا ولاخير فينا إن لم ننصرها ظالمة أو مظلومة.
اتهم البيان قناة المرابطون بالأحادية وبالتعبير عن طيف سياسي واحد، كتبت الهابا هذه الفقرة من المصدر ولم يمتلك الكاتب شجاعة تنبيه صاحب السوط إلى أن الهيئة نفسها سبق أن قدمت شهادات أخرى للقناة وعنها، وأن هذ الادعاء تدحضه النشرات والبرامج اليومية والأسبوعية التي يتفرج عليها الموريتانيون في بيوتهم ينتقلون إليها طواعية من القنوات الحكومية التي لم تكدر الهيئة الموقرة صفو نوم قيمها ومهنيتها العميق فيجدون فيها الموالي والمعارض الإسلامي والعلماني، القومي العربي والزنجي والحرطاني، والبيظاني، السياسي والإعلامي، المثقف والأكاديمي، الشباب والشيوخ الرجال والنساء، المتحدث بالعربية والفرنسية والبولارية والصوننكية والولفية والحسانية.
ـ خلال العام 2015 وحده استضافت المرابطون في نشراتها الإخبارية 549 خمسمائة وتسعة وأربعون ضيفا، بمعدل يزيد عن خمس وأربعين ضيفا شهريا، يمثلون كل الطيف الوطني ويعكسون حالة فريدة من المهنية لو ابتعد السوط قليلا لاستحقت أن تكون موضع تكريم واحتفاء وطني بل ومثال نجاح مهني تمكن المفاخرة به خارجيا.
ـ برنامج المشهد وهو البرنامج الإخباري التحليلي الأبرز على القنوات الوطنية قدم خلال سنتين 546خمسمائة وستة وأربعون حلقة استضاف خلالها 841 ثمانمائة وواحد وأربعون شخصا، أسماء هؤلاء موجودة وهوياتهم معروفة ومضامين حديثهم مبثوثة على اليوتيوب ومع ذلك تتهمنا الهابا بعدم احترام دفاتر الالتزام فيما يتعلق بالتعددية واحترام تنوع الأفكار والأراء.
ـ برنامج في الصميم الذي يتم تشريفه اليوم بغضبة صاحب النياشين بثت منه 87 حلقة
وخلال عامين عرفت مقاعده تناوبا سلسا على الفضاء يمكن التذكير ببعض ملامحه من خلال ذكر بعض الأسماء التي تعكس تنوع البلد الاجتماعي واللغوي والسياسي والفكري والعمري؛ مسعود ولد بلخير، محمد ولد مولود، صار ابراهيما، سيد محمد ولد محم، بيجل ولد هميد، محمد جميل ولد منصور، صمبا اتيام، عبدالسلام ولد حرمه، الخليل ولد الطيب، محمد محمود ولد لمات، ميمونة منت التقي، الحسين ولد أحمد الهادي، كان حاميدو باب، الساموري ولد بي، عبدالرحمن ولد ميني، محمد ولد ببانا، سيدي ولد سالم، فاطمة منت انجيان........
ومع أني لا أريد تزكية مقدم البرنامج لكني أتحدى الهابا ومن خلفها أن يقدموا دليلا واحدا على إخلال بأصول المهنة خلال أي من حلقات البرنامج وبالذات خلال الحلقات التي أستضفت فيها شخصيات أشترك وإياها في مواقف أو مواقع أو قناعات ربما تستدعي المجاملة أو المحاباة، ولتسهيل المهمة سأقترح عليكم حلقات تمثل مظنة لما تبحثون عنه، يمكنكم الرجوع لحلقات البرنامج مع محمد جميل ولد منصور، بوبكر ولد مسعود، محمد المصطفي ولد بدر الدين، صار ابراهيما، أسامة حمدان..
ـ تأخذ الهابا على المرابطون أنها غطت بشكل حيوي ومباشر المظاهرات المحتجة على تمزيق المصحف، وإضراب عمال اسنيم وأحداث السجن المدني، وأنها أعطت الحديث لقادة الإضراب وللسجناء المحتجين وللغاضبين من تمزيق المصحف
هنا يبلغ تأثير السوط ذروته فهيئتنا العليا تأخذ علينا أننا قمنا ببث مباشر لمظاهرات حاصرت القصر الرئاسي لساعات، وأننا انتقلنا لتغطية إضراب شل العمل في أكبر شركة وطنية لمدة شهر، وأننا نقلنا تفاصيل عن تمرد في أكبر سجن في البلد يقع في جوار وحماية قيادات الأركان والجيوش ، وتابعنا عملية فندق راديسون في مالي وقمنا ببث صور للجماعة في منطقة صحراوية ومعها الكثير من السيارات والعتاد في شكل استعراضي.
دعوني اعترف لكم في هذه كانت الهابا على حق كان يجدر بنا أن نكون مثل الوكالة أو الإذاعة أو التلفزيون، نحن فعلا لا نحترم قواعد المهنة التي أرساها هؤلاء على مدى عقود، أقترح على مدير القناة؛ قناة المرابطون أن يسجل اعتذارا ويبثه عن خرق قواعد البث المباشر وشبه المباشر الخاص بجولات الرئيس وصولاته ولا شيئ غير ذالك، لقد قمنا بخرق عظيم غفر الله لنا.
أوه يا الله... لقد عاودتني حالة التعاطف مع الهيئة المأمورة يكاد صاحب السوط يخرج من كلمات البيان مستغلا حالة " اتباخيل " الشديدة بينها، سأتوقف لكن لابد من أن أكتب لكم كلمات عن ملاحظات صاحب النياشين على برنامج في الصميم كما نقلها البيان المهيض من المصدر.
ـ زعم المصدر أن حلقة البرنامج الأولى في العام الجديد 02 دجمبر " اتهم خلالها ضابط سابق مستضاف في البرنامج بعض الضباط الموريتانيين ذكرهم بالأسماء بقتل زملائهم، ولايخفي مالهذا الاتهام من تحريض على أفراد بعينهم ونعتهم بالمجرمين".
تنصح قاعدة شعبية مشهورة من يريد أن يكذب بـأن " ايبعد اشهود "، واضح أن عمل هذه القاعدة موقوف تما كما تم توقيق قواعد النحو والصرف و الإملاء والمهنية، فلم يتهم السيد يوسف لامين صو أي ضابط بالاسم خلال الحلقة والاسم الوحيد الذي ورد على لسانه كان اسم المدير العام للأمن الوطني الحالي الجنرال مكت وقد ذكره بعمل إيجابي وهو أنه قاد لجنة تحقيق أوصت باطلاق سراح المعتقلين وإنقاذ حياتهم، ربما يعرف صاحب السوط والأشياء الأخرى أن هناك أشياء أخرى تتعلق بالمدير كان بإمكان الضيف أن يقولها ولكنه لم يفعل، هناك مقولة أخرى ربما تساعد على الفهم " كاد المريب أن يقول خذوني"
ـ زعم المصدر أن مقدم البرنامج في فقرة لاحقة سيتم وصفه بمعد البرنامح طرح سؤالا على ضيفته الأجنبية حول مفهوم ما أسماه دولة البيظان وأشفع هذ المصطلح بأن النظام الموريتاني ينكر وجود العبودية مع أنها موجودة حسب قول الصحفي"
أرجو أن لا يسألني أحد ما معني هذ الكلام فالأصل في كلام السياط ليس الاعراب وإنما الإفلات من العقاب، أو الظفر بالثواب، هنا اكتشف أمرا يبدو أن متابع البرنامج هو نفسه كاتب البيان واضح أن قدراته في فهم ما يسمع لاتختلف كثيرا عن قدراته في كتابة ما يريد
الحلقة التي يشير لها البيان كانت مع الناشطة الصحراوية النانة لبات الرشيد، وقد كان النقاش عن قضية الصجراء وجبهة البوليساريو، ودولة البيظان هناك، ربما نسي صاحبنا أن الضيفة أجنبية وأن حديثها لا يتعلق بنا، أو ربما تعني الأجنبية معناها الفقهي وقد تورعت الهابا من تدقيق النظر في الحلقة ففاتتها مرامي الحديث هذه منقبة يجب تسجيلها لهيئتنا العليا في ظل حكامة رئيس العمل الإسلامي.
ـ وبيت القصيد والقطرة التي أفاضت الكأس المترع أصلا كانت الحلقة الخاصة بمدرسة نسيبة، وهنا لجأت هيئتنا العليا لتشغيل أجهزتها اللاسلكية لم تعد الشاشة وما وراء الشاشة كافية، هنا خرج صاحب السوط من بين الكلمات نهائيا واستلم المكرفون وبدأ يصرخ " القائم على البرنامج عضو في مجلس إدارة القناة، هو معد البرنامج ومديره، كان فاعلا نشطا في الأحداث بوصفه قائدا طرفا في الحراك وعاد في المساء إلى القناة ليعد البرنامج هذه المرة بوصفه صحفيا محايدا.."
استسمحكم "حضرات " في استعادة المكرفون قبل أن تقطعو البث لأقول لكم أولا ، ورغم أني لا أريد زيادة نسبة البطالة لكن الواضح أن " مصادركم لا تشتغل كما ينبغي فتوقيت الخروج والدخول للقناة الذي وصلكم غير دقيق لن أتطوع لكم بمعلومات أكثر فلست ضمن قائمة " المتعهدين بتوفير الخدمة لكم"
أما عن تبني الضيفين لنفس الراوية حول القضية فواضح أن مصدرها هو نفس مصدر أوقات الدخول والخروج وليس الشاشة، وعموما لم يعتمد البرنامج يوما مقاربة استضافة وجهتي نظر متقابلتين، وليست المرة الأولى التي نستضيف فيها صحفيين حول موضوع واحد نريد فيه ما لديهما من معلومات ومن تنوع في زاوية المقاربة والتحليل، ونحرص من خلال الإعداد الحقيقي وليس كما يتصوره حضرات ومن خلال التقديم على الشاشة وليس كما يصل للمصدر عبر السلم على ضمان طرح كل الأسئلة وإحضار وجهات النظر الأساسية في الموضوع.
لن أقدم لكم الكثير من النماذج فهي موجودة في أرشيف البرنامج المتاح على النت لكن هناك مثال صارخ اقترفنا فيه نفس الجرم وغاب عن رادارات رقابتكم كانت حلقة عن المخدرات استضافت صحفيين يتبنيان نفس الرؤية ونفس المعلومات مع فارق طفيف، لكنهما أفلتا من العيون، هل للألوان علاقة بذلك، أم أنها المخدرات تقتضي لعبتها دائما أن نذهب بعيدا عن " الطرف الرئيس"
أشكركم... ولنا مع الصميم وفي الصميم مو اعيد ستتجدد بحول الله وقوته