أفادت وكالة فرانس برس أن غينيا بدأت هذا العام جولة تلقيح ضد فيروس إيبولا بعد تفشي الفيروس الذي تبين أن مصدره أحد الناجين من الوباء.
وأظهرت دراسة أن الناجين من إيبولا يمكن أن يكونوا السبب في حدوث انتكاسة وفي تفشي المرض بعد خمس سنوات على الأقل من إصابتهم، ما يفرض إجراء متابعة طويلة الأمد للمرضى السابقين لمنع تفشي هذا المرض الفتاك.
وكان العلماء على معرفة بأن فيروس إيبولا يمكن أن يظل كامنا لدى الناجين، الذين كانت نتيجة اختبارهم سلبية (تظهر أنهم غير مصابين)، لأن الفيروس موجود في الأنسجة وليس في الدم. لكن تحليلا لتفشي المرض هذا العام في غينيا، ُنشر يوم الأربعاء في مجلة نيتشر، وجد أن "فيروسات المستودع" هذه تبدو قادرة على الاستيقاظ والتسبب في إصابات جديدة وانتقال العدوى بعد سنوات.
وفي سبيل تتبع مصدر تفشي المرض في غينيا، والذي شمل 16 حالة مؤكدة، توفي منها 12، حلل الباحثون جينومات عينات من عدة مرضى.
وعادة ما يُعتقد أن تفشي إيبولا ناجم عن "تسرب" الفيروس من حيوان إلى إنسان، إلا أن التحليل أظهر أن سلالة غينيا كانت مطابقة تقريبًا لتلك الموجودة في موجة "2013-16".
ولو أن الفيروس كان ينتشر بنشاط في المجتمع منذ ذلك الحين، لكان قد تراكم عدد معين من الطفرات أثناء انتشاره، إلا أنه بدلا من ذلك، كان لفيروس 2021 فقط 12 تغييرا، "أقل بكثير مما كان متوقعًا ... خلال ست سنوات من الانتقال المستمر من إنسان إلى إنسان".
وصرّح ألفا كيتا، الباحث في جامعة مونبلييه الذي قاد الدراسة، بأن هذا الأمر يشير بقوة إلى أن المصدر كان فيروسًا كان كامنًا في أحد الناجين أعيد تنشيطه.
وقال الباحث لوكالة فرانس برس إن "هذه هي أطول فترة معروفة بين النهاية المعلنة للوباء وعودة ظهور الفيروس"، مضيفا في هذا السياق "إنه نموذج جديد: احتمال أن يكون انتقال العدوى من شخص مصاب خلال وباء سابق هو مصدر تفشي جديد".
وتبقى كيفية وسبب استيقاظ فيروس إيبولا الخامل فجأة وإصابته شخصا بالمرض، لغزًا غامضًا، على الرغم من وجود بعض الأدلة المحيرة.
وفي بعض الأحيان، يمكن اكتشاف ارتفاع مفاجئ في الأجسام المضادة لإيبولا لدى الناجين في وقت معين، وهي علامة محتملة على أن الجسم يستجيب لفيروس متجدد.
ولفت كيتا إلى أن ما يقرب من ثلثي الناجين من إيبولا لديهم مستويات عالية من الأجسام المضادة حتى بعد خمس سنوات من الإصابة، "لكن السؤال الذي يجب طرحه هو ماذا يحدث إذا كانت هناك عودة للظهور لدى الأشخاص الذين انخفضت مناعتهم؟".
وقال روبرت غاري من كلية الطب بجامعة تولين إن نتائج الدراسة لها "آثار كبيرة على الصحة العامة ورعاية الناجين من إيبولا".
وكتب الأكاديمي في مراجعة بتكليف من مجلة نيتشر: "يمكن الآن إضافة البشر إلى قائمة المضيفات الوسيطة التي يمكن أن تكون بمثابة مستودعات لفيروس إيبولا على المدى الطويل وتؤدي إلى تفش جديد".
وأشار إلى وجود حاجة إلى إعطاء الأولوية في التطعيم للعاملين في الرعاية الصحية ومراقبة الناجين من إيبولا، بحثًا عن علامات لتفشي المرض.
ودفع كيتا بوجود ضرورة الآن إلى وضع تعريف أوسع لـ "الناجين من إيبولا" ، بخلاف أولئك الذين عانوا من الأعراض، محذرا من أنه حتى الأفراد الذين لا تظهر عليهم أعراض "يمكن أن يكونوا نقطة البداية" لتفشي المرض من جديد.