يفترض علماء جامعة الطب والعلوم الصحية في إيرلندا، أن سبب أعراض متلازمة ما بعد "كوفيد-19"، هو زيادة تخثر الدم، التي هي من عواقب الإصابة بعدوى الفيروس التاجي المستجد.
وتشير مجلة Journal of Thrombosis and Haemostasis، إلى أن علماء من ألمانيا وبريطانيا وأستراليا ساهموا مع زملائهم الإيرلنديين في هذه الدراسة. وأختبروا صحة فرضيتهم في تحليل عينات من دم المرضى بعد مضي 68 يوما على إصابتهم بعدوى الفيروس التاجي المستجد.
وكانت نفس مجموعة العلماء قد درست في وقت سابق خطورة زيادة تخثر الدم، التي لوحظت لدى المرضى المصابين بالشكل الحاد من "كوفيد-19". والآن في هذه الدراسة بحث الفريق العلمي عن العلاقة بين زيادة تخثر الدم بسبب الإصابة بعدوى الفيروس التاجي المستجد ومتلازمة ما بعد "كوفيد-19" التي تسمى "كوفيد طويل الأمد"، التي يعاني منها الملايين في العالم وأعراضها- ضعف بدني، وضيق التنفس، والصداع، وضبابية الدماغ، وفقدان حاسة الشم والتذوق من عدة أسابيع إلى عدة أشهر.
ودرس الباحثون الحالة الصحية لـ 50 مريضا يعانون من أعراض "كوفيد طويل الأمد"، وحللوا تركيب دمهم، واكتشفوا أن مؤشرات تخثر الدم عندهم مرتفعة مقارنة بمؤشرات الأشخاص الأصحاء.
ويشير الباحثون في استنتاجاتهم، إلى أن سبب زيادة تخثر الدم بعد الإصابة بمرض "كوفيد-19"، قد يكون اعتلال البطانة "السطح الداخلي للأوعية الدموية والليمفاوية وتجاويف القلب". وهذه البطانة تنتج الفايبرين (Fibrin)، الذي هو بروتين ليفي، له دور في عملية تجلط الدم وبروتين الثرومبين (Thrombin) أو الخثرين،وهو أحد البروتينات القابلة للذوبان، وله نشاط خثري قوي.
ويضيف الباحثون، الاعتلال البطاني المستمر حالة شائعة في فترة النقاهة بعد الإصابة بالفيروس التاجي المستجد، وقد يساهم في الإصابة بمتلازمة ما بعد "كوفيد-19".
ويشير الباحثون، إلى أن زيادة تخثر الدم ترتبط ارتباطًا مباشرًا بأعراض "كوفيد -19" مثل قلة اللياقة البدنية والإرهاق.
ومع أن جميع مؤشرات علامات الالتهاب لدى المرضى الذين يعانون من "كوفيد طويل الأمد" عادت إلى مستواها الطبيعي، إلا أن مؤشرات تخثر الدم بقيت مرتفعة.
وتقول كبيرة الباحثين هيلين فوغارتي، "نظرًا لبقاء علامات تخثر الدم مرتفعة، بينما عادت علامات الالتهاب إلى وضعها الطبيعي، فإن نتائجنا تشير، إلى أن نظام التخثر قد يكون السبب الرئيسي لـ "كوفيد طويل الأمد".
ويشير العلماء، إلى أن فهم السبب الأولي للشعور بالتوعك هو الخطوة الأولى نحو تطوير علاجات فعالة له.