ألزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للخرف، حيث يصيب 40 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ولا يزال الباحثون في سعيهم لإيجاد علاج لحالة التنكس العصبي هذه.
وتشمل أعراض الحالة صعوبة في النوم، واضطرابا في الذاكرة، وتغيرات مزاجية حادة، وزيادة الارتباك. وينتج المرض عن تراكم التشابك وتكتلات البروتين داخل الخلايا وحولها، ما يجعل من الصعب على خلايا الدماغ التواصل مع بعضها البعض، وفي النهاية قتلها.
ومع ذلك، فقد اقترحت دراسة جديدة أن دواء يُوصف عادة لمرضى السكري، قد يساعد في الوقاية من مرض ألزهايمر.
ويحدث مرض السكري عندما يواجه الجسم صعوبة في استخدام السكر الذي يكون مصدره من الطعام للحصول على الطاقة، ما يؤدي إلى تراكم السكر في مجرى الدم. وعادة ما توصف مثبطات Dipeptidyl peptidase-3 للمساعدة في تنظيم نسبة السكر في الدم لدى هؤلاء المرضى.
ووجدت دراسة قام بتأليفها فيل هوي لي، من كلية الطب بجامعة يونسي في سيئول، بكوريا الجنوبية، أنه عند وصف الدواء للمرضى الذين يعانون من خلل إدراكي، فإن الدواء يبطئ من معدل التدهور المعرفي.
وقال لي: "لقد ثبت أن المصابين بداء السكري معرضون لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر، ربما بسبب ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتي تم ربطها بتراكم أميلويد بيتا، بروتين غير طبيعي، في الدماغ. ولم تظهر دراستنا فقط أن الأشخاص الذين يتناولون مثبطات dipeptidyl peptidase-3 لخفض مستويات السكر في الدم لديهم نسبة أقل من الأميلويد في الدماغ بشكل عام، بل أظهرت أيضا مستويات أقل في منطقة الدماغ المسؤولة عن مرض ألزهايمر".
واشتملت الدراسة على 282 مشاركا بمتوسط عمر 76 عاما، تمت متابعتهم على مدار 6 سنوات.
ووقع تشخيص جميع الأشخاص الخاضعين للدراسة إما بمرض ألزهايمر قبل السريري أو المبكر أو المحتمل.
ومن بين المشاركين، تم علاج 70 بمثبطات dipeptidyl peptidase-3، و71 مصابا بالسكري لم يتم علاجهم بالعقار و141 مشاركا لم يكونوا مصابين بمرض السكري.
وتمت مطابقة المشاركين المصابين بمرض السكري مع المشاركين غير المصابين بالسكري حسب العمر والجنس ومستويات التعليم، حيث سجل جميع المشاركين درجات مماثلة في الاختبارات المعرفية في بداية الدراسة.
وأظهرت النتائج أن المصابين بداء السكري الذين تناولوا الأدوية انخفض متوسط درجات امتحان الحالة العقلية المصغر (MMSE) سنويا بمقدار 0.87 نقطة، في حين انخفض متوسط درجات مرضى السكري الذين لم يتناولوا الدواء بنسبة 77% في الامتحان، بشكل أبطأ من أولئك الذين لم يتناولوا الدواء.
وأضاف لي: "تظهر نتائجنا انخفاضا في نسبة الأميلويد في أدمغة أولئك الذين يتناولون هذه الأدوية وانخفاضا في التدهور المعرفي، مقارنة بمرضى السكري، ما يزيد من احتمال أن تكون هذه الأدوية مفيدة أيضا للأشخاص غير المصابين بمرض السكري والذين يعانون من مشاكل في التفكير والمال".
ويشار إلى أن هناك نوعين رئيسيين من مرض السكري، حيث يتسبب مرض السكري من النوع الأول في ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم بشكل كبير. ويحدث ذلك عندما لا يستطيع الجسم إنتاج ما يكفي من الإنسولين للحفاظ على مستويات الجلوكوز في الدم تحت السيطرة.
بينما يعد مرض السكري من النوع الثاني ضعفا في الطريقة التي ينظم بها الجسم السكر ويستخدمه. إنها حالة طويلة الأمد (مزمنة) تؤدي إلى زيادة نسبة السكر في الدم في الشرايين.