يمكن لمرضى السكتات الدماغية الذين يذهبون بانتظام للمشي أو القيام بتمارين خفيفة مثل ركوب الدراجة في الحديقة، أن يقللوا من خطر الوفاة مبكرا بمقدار النصف.
ولوحظ انخفاض مخاطر الوفاة لأي سبب بنسبة 54% في أولئك الذين وصلت مستويات تمارينهم إلى ما يعادل ثلاث إلى أربع ساعات على الأقل من المشي أو البستنة أسبوعيا، أو ساعتين إلى ثلاث ساعات من ركوب الدراجات.
ونُشرت الدراسة في 11 أغسطس 2021، على الإنترنت من مجلة Neurology، المجلة الطبية للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب. ووجدت الدراسة أكبر فائدة للناجين من السكتات الدماغية الأصغر سنا، حيث أنه عندما يمارس الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 75 عاما هذه الكمية على الأقل من النشاط، انخفض خطر الموت بنسبة 80%.
وقال مؤلف الدراسة رائد جندي، من جامعة كالغاري في كندا، وعضو الأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب: "نتائجنا مثيرة، لأن ثلاث إلى أربع ساعات فقط من المشي في الأسبوع كانت مرتبطة بانخفاض كبير في معدل الوفيات، وقد يكون ذلك ممكنا للعديد من أفراد المجتمع المصابين بسكتة دماغية سابقة. بالإضافة إلى ذلك، وجدنا أن الأشخاص حققوا فائدة أكبر من المشي لمدة ست أو سبع ساعات في الأسبوع. قد يكون لهذه النتائج آثار على المبادئ التوجيهية للناجين من السكتة الدماغية في المستقبل".
ونظرت الدراسة في 895 شخصا بمتوسط عمر 72 عاما أصيبوا بسكتة دماغية سابقة و97805 أشخاص بمتوسط عمر 63 عاما لم يصابوا بسكتة دماغية.
وتم تقييم متوسط النشاط البدني الأسبوعي من خلال أسئلة حول الأنشطة مثل المشي والجري والبستنة وتدريب الأثقال وركوب الدراجات والسباحة. على سبيل المثال، سُئل الأشخاص، "في الأشهر الثلاثة الماضية، كم مرة مشيت لممارسة الرياضة؟ ما مقدار الوقت الذي قضيته في كل مناسبة؟"، واستخدم الباحثون تواتر ومدة كل نوع من أنواع النشاط البدني لحساب مقدار التمرين.
وتابع الباحثون المشاركين لمدة أربع سنوات ونصف السنة في المتوسط. وبعد حساب العوامل الأخرى التي يمكن أن تؤثر على خطر الوفاة، مثل العمر والتدخين، وجد الباحثون أن 25% من الأشخاص الذين أصيبوا بسكتات دماغية سابقة ماتوا لأي سبب، مقارنة بـ 6% من الأشخاص الذين لم يصابوا أبدا بسكتة دماغية.
وفي مجموعة السكتة الدماغية، توفي 15% من الأشخاص الذين مارسوا ما لا يقل عن ثلاث إلى أربع ساعات من المشي كل أسبوع أثناء المتابعة، مقارنة بـ 33% ممن لم يمارسوا هذا الحد الأدنى من التمارين. في مجموعة الأشخاص الذين لم يتعرضوا لسكتات دماغية من قبل، مات 4% من الأشخاص الذين مارسوا هذا المقدار من النشاط، مقارنة بـ 8% لم يفعلوا ذلك.
ووجد الباحثون أكبر انخفاض في معدل الوفيات بين الأشخاص الذين أصيبوا بسكتة دماغية سابقة وكان عمرهم أقل من 75 عاما. وفي تلك المجموعة مات 11% ممن مارسوا الحد الأدنى من التمارين مقابل 29% لم يفعلوا ذلك.
وكان المصابون بسكتة دماغية سابقة والذين تقل أعمارهم عن 75 عاما والذين حققوا الحد الأدنى من النشاط البدني أقل عرضة للوفاة أثناء متابعة الدراسة بنسبة 80% تقريبا من أولئك الذين لم يفعلوا ذلك. والأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 75 عاما والذين مارسوا الحد الأدنى لم يحصلوا على فائدة أقل، لكنهم كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 32%.
وقال جندي: "تشير نتائجنا إلى أن الحصول على الحد الأدنى من النشاط البدني قد يقلل الوفيات على المدى الطويل من أي سبب في الناجين من السكتة الدماغية. ويجب أن نؤكد هذا بشكل خاص للناجين من السكتات الدماغية الأصغر سنا، حيث قد يحصلون على أكبر الفوائد الصحية من المشي لمدة ثلاثين دقيقة فقط كل يوم".