أظهرت الاختبارات المخبرية التي أجراها العلماء على خلايا بشرية، قدرة مادة الأرتيميسينين، الموجودة في نبات الشيح الحولي، على كبح نشاط الفيروس التاجي المستجد.
وتشير مجلة Scientific Reports، إلى أن الأرتيميسينين، مركب حيوي نشط، موجود في نبات الشيح الحولي (Artemisia annua)، الذي يستخدم حاليا في علاج الملاريا وبعض الأمراض الفيروسية. ونبات الشيح ينتشر في جميع أنحاء العالم، ومادة الأرتيميسينين لا تشكل أي خطورة على حياة الإنسان.
ومع أن عمليات التطعيم ضد "كوفيد-19" تجري في جميع أنحاء العالم، إلا أنه لا يوجد أي دواء لعلاج المرض. لذلك قرر باحثون من الدنمارك وألمانيا برئاسة الدكتور يويونغ تشو من جامعة كوبنهاغن والدكتور كيري غيلمور من معهد ماكس بلانك للغرويات في ألمانيا، اختبار فعالية مادة الأرتيميسينين ومشتقاتها (أرتيسونات وأرتيميثير)، وكذلك مستخلص بسيط من الشيح الحولي ضد فيروس SARS-CoV-2 ، الذي يسبب مرض COVID-19. في مختلف الخلايا البشرية.
واستخدم الباحثون في الاختبار السلالة الألمانية من SARS-CoV-2 من ميونخ والسلالة الدنماركية من كوبنهاغن، كفيروسات نموذجية، على نوع من خلايا الرئة الأكثر عرضة للإصابة بالمرض - خلايا سرطان الرئة A549-hACE2، التي تحتوي على الإنزيم ACE2 المحول للأنجيوتنسين 2. والفيروس التاجي المستجد يستخدم مستقبلات ACE2 للدخول في الخلايا البشرية.
وأظهرت النتائج أن أربعة مركبات تكبح بنجاح نشاط الفيروس في جميع أنواع الخلايا بما فيها خلايا الرئة. وكان أكثرها فعالية أرتيسونات، يليه أرتيميثير وبعده مستخلص نبات الشيح الحولي ومن ثم الأرتيميسينين.
ويشير الباحثون، إلى أن المركبات الموجودة في نبات الشيح تساعد فقط فور دخول الفيروس إلى الجسم. ومع ذلك تثبت هذه الدراسة إمكانية إنتاج دواء من مشتقات الأرتيميسينين لعلاج مرض "كوفيد-19".
ويخطط الباحثون للبدء في اختبارات سريرية لمشتقات الأرتيميسينين في علاج مرض "كوفيد-19"، من أجل تقييم فعاليتها العلاجية بدقة أعلى.