السيد ولد عمير ولد باب ولد احمد الديد مستشار رئيس حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم، وعضو مكتبه الوطني ،واحد الأوجه البارزة في ولاية اترارزة، التقته "صحيفة نواكشوط" لمحاورته حول زيارة الرئيس الأخيرة لولاية اترارزة ،ودور الحزب الحاكم في التحضير لها، وغير ذلك من القضايا المرتبطة بالولاية فكان لها معه الحوار التالي:
"صحيفة نواكشوط": ظهرت مع بداية التحضير لزيارة رئيس الجمهورية لولاية اترارزة موجة انتقادات للأساليب المعهودة في الزيارات الرئاسية من تملق ومحاباة، وكنتم شخصيا من دعاة تغير الخطاب السياسي وتهذيبه فهل وجدت هذه الدعوات في رأيكم أذانا صاغية؟
ولد عمير :فعلا دعوت لتغيير الخطاب السياسي الذي لا يخدم المرحلة ولا النظام الحاكم لكن البعض حاول أن يحرف تلك الدعوة عن موضعها مدعيا أنني اصف جهة معينة بالتملق والمحاباة ،وهو أمر لا أساس له من الصحة، فأنا خلال مداخلة لي في اجتماع محضر للزيارة قلت بالحرف أن هناك من يحاول أن يلصق هذه الصفة المقيتة بالولاية دون أن يواجه برد أو تكذيب.
أما بخصوص الزيارة فاعتقد أنها كانت في المستوى المطلوب من حيث الاستقبالات والخطابات والتنظيم ،ونأمل أن تشكل بداية قطيعة مع عهود التملق والمحاباة الأمر الذي لا يتأتى إلا بإرادة جادة من السلطات العمومية لفرض التخلي عن هذه المسلكيات المعتادة لدى النخبة السياسية في البلد وتعتبرها الطريقة المثلى لإظهار الولاء والدعم وخدمة النظام، رغم كونها تعطى نتائج عكسية ،بطمس الحقائق ،وحجب معاناة المواطنين.
"صحيفة نواكشوط" :بوصفكم عضوا في المكتب الوطني لحزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم ومستشارا لرئيسه، هل انتم راضون عن دور الحزب في التحضير للزيارة؟
ولد عمير :حزب الاتحاد من اجل الجمهورية لعب دورا مهما في عملية التحسيس والتعبئة تحضيرا للزيارة حيث نظم مهرجانين شعبيين في مدينتي روصو وكرمسين، كما اصدر بيانا يدعو جميع مناضليه للعمل على إنجاحها ، لكن الحزب مطالب بمزيد من العمل والحضور القوي لإظهار بصماته وتوجهاته التي هي روح النظام والتعبير عن إرادته في هذا النوع من المناسبات حتى تسير بالطريقة التي تتماشى مع التقدم الحاصل في التعاطي مع الشأن العام.
"صحيفة نواكشوط" :رئيس الجمهورية في خطابه بروصو تكلم بلغة صارمة عن الأمن وتحدث عن سن قوانين جديدة في المجال مما أثار مخاوف لدى البعض من تقليص الحريات هل تشاطرون أصحاب هذه المخاوف في الرأي؟
ولد عمير: لا أبدا الخطاب كان واضحا ورئيس الجهورية لم يترك فرصة لتأويله حيث أكد على حماية الحريات لكنه أكد العمل على إرساء دعائم الأمن في جميع مستوياته بدءا من الأمن الغذائي و تحقيق الاكتفاء الذاتي إلي فرض الأمن العام والسكينة في حياة المواطنين وحتى امن الدولة وتوعد اي محاولة تستهدف المساس من الأمن.
وفي المجال الاقتصادي قال إن ولاية اترارزة يجب ان تكون رأس قاطرة الإنتاج الوطني نظرا لمكانتها الإستراتجية كبوابة إلي غرب إفريقيا و ما تزخر به من ا راض زراعية خصبة وعموما كان خطابا مطمئنا يلامس هموم المواطن وخاصة في هذه المرحلة حيث أبان عن مستوى كبير من الصرامة والجدية والتمكن من زمام الأمور.
"صحيفة نواكشوط" :كانت مقاطعتكم(المذرذرة) المقاطعة ربما الوحيدة التي استقبلت رئيس الجمهورية في إجماع بين كافة فاعليها كيف تقيمون ذلك؟
ولد عمير :فعلا مقاطعة المذرذرة نجحت من بين كل المقاطعات في توحيد جهودها وتنظيم استقبال موحد لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني تقديرا للفتته الكريمة لها وعبرت بإجماع عن وقوفها معه وتثمينها لما حظيت به من اهتمام .
"صحيفة نواكشوط" :بوصفكم احد المهتمين بالحقل الزراعي كيف تنظرون لمشاكل الزراعة وسبل حلها؟
ولد عمير :تتمثل أهم مشاكل القطاع الزراعي في التقسيم العشوائي للأراضي حيث ان معظم المساحات الزراعية يمتلكها رجال أعمال لا يستغلون منها غالبا إلا القليل ، فيما يلجأ المزارعون الفعليون إلي تأجير الأراضي فانا مثلا من أبناء الولاية وقد شاركت في عدة حملات زراعية وكنت أأجر الأرض في كل مرة في الوقت الذي تبقى مساحات صالحة وكبيرة غير مستغلة إطلاقا وهنا اقترح على السلطات أن تفرض على ملاك الأراضي زراعتها من خلال مصادرة أي مزرعة يتغيب صاحبها عن استغلالها لحملتين زراعيتين متتاليتين.
إلي جانب مشكل الأراضي أيضا يأتي معضل الحاصدات فبعد تجاوز كل العقبات والأزمات التي تواجه المزارع ،من نقص في مياه الري ،إلي انتشار الآفات بجميع أنواعها ومع نضج الحصاد يجد المزارعون أنفسهم تحت رحمة أصحاب الحاصدات التي لا تتوفر بالحجم الكافي وبالتالي تخضع لمضاربات وطرق ملتوية الأمر الذي يجعل أعدادا كبيرة من المزارعين يخسرون حصادهم بالكامل خاصة في الحملة الصيفية التي يكون فيها الحصاد اكبر ويتسابق المزارعون مع الأمطار.