قبل نحوٍ من ثمان حِجَجٍ غادرت العاصمة في رحلة طويلة إلى بلاد الغال وكنت ذهبت والسماء قد ألقت بعاعها على مختلف أرجاء الوطن فتزينت الأودية والكثبان بحلة قشيبة خضراء تسر الناظرين ... كان في كتابات وأشعار ادبائنا عبر المواقع والصفحات بعض السلو في ذلك المكان السحيق ... وكان لها فيه طعم خاص ينقلب حينا شعرا في شكل أبيات ويستحيل نثرا تارة أخرى في هيئة تعليق أوتدوين... ومما تذكرت من ذلك اليوم أني صادفت ذات صباح مقالا للأستاذ الأديب محمد فال بن عبد اللطيف (بَبَّاهْ بن التيشْ علماً) فيه من غذاء الروح وبلسم الشعور ما استدعى أبياتا أربعة أخبرني هو فيما بعد أنه جعلها في "سيرته الذاتية" ...
في الشعرِ والنثرِ ما قد حازَ "بَبَّاهُ"
وَهْبٌ بهِ قاسمُ الأرزاقِ أَنْبَاهُ
إنْ رامَهُ غيرُهُ أعْياهُ مُعْتَرِفاً
أنَُ الذي حازهُ "بَبَّاهُ" أعْيَاهُ
فاللفظُ يحسدُ معنًى هُوَ قائلُهُ
ويحسدُ اللفظَ مِمَّا قالَ معْناهُ
إنِّي أُحَيِّيهِ إذْ ما حازَ أعْرِفُهُ
ومَنْ دَرَى قدْرَ ما قدْ حازَ حيَّاهُ
جمعتكم مباركة.
عز الدين بن كراي بن أحمد يورَ