دقة - حياد - موضوعية

هل تعي الطبقة السياسية خطورة التغييرات المتسارعة من حولنا؟

2021-04-22 08:58:20

بدأت السيناريوهات و التكهنات، تظهر ان ليس موت الرئيس ادريس ديبي طبيعيا قطعا، لان الرئيس عادة يكون دائما قدر المستطاع في مكان آمن، مما يتيح فرضية ان يكون مقتل الرئيس ادريس اديبي مؤامرة او تغيير السياسة المتبعة في منطقة الساحل وحتي في الاقليم ككل ، خصوصا انه جاء بعد الاتفاق الذي حصل في ليبيا وما رافق ذلك من تغيير في تمركز المتمردين و المرتزقة للبحث عن موقع قدم آخر في الاقليم، و كانت اتشاد هي الوجهة المفضلة لعدة عوامل منها ان معظم هؤلاء المتمردين اتشاديين و كذلك قرب  اتشاد من ليبيا و صعوبة السيطرة على بعض المناطق الحدودية بين البلدين

.

بهذه الخطوة تكون منطقة الساحل او الاقليم ككل، اصبح مفتوحا من السودان مرورا بليبيا ثم اتشاد ثم النيجر ثم مالي وبركبنافاسو، وما بعد ذلك لا يعله الا الله.

 

اللهم اقينا من الفتن و الحروب و المشاكل، و جنب بلادنا كل مكروه ، وعلى الطبقة السياسية ان تعى الخطر الواضح والذي هو على الابواب - لا قدر الله- ، خمس  دول واقعة في منطقة الساحل الحساس جدا وبعض الدول اقليم المجاورة ، تعيش عدم استقرار و تحولات.

  فهذه دول الخمس في الاقليم  كلها عرفت او تعرف عدم استقرار ادى الى انقلابات عسكرية او محاولتها او حروب اهلية، لا غالب فيها و لا مغلوب، الا الشعوب المسكينة هي المغلوبة، التي تعانى ولا زالت تعاني التهميش والغبن وتفشى الفساد، و هذه المعاناة تغذى الحروب الاهلية و التطرف المتصاعد، الذي لا يعرف الحدود.

 

وليست الدول الاخرى في الاقليم في منأي من هذه المشاكل، الا ان هذه الاحداث ربما تظهر، بطرق اخرى لا تقل خطورة عن ما حصل في الدول الخمس التي تطرقنا لها من قبل، فالسنيغال بها غليان شعبي عشناه معهم مع كثير من الخوف والهلع، كما تعيش الجزائر حراك شعبي من حين الى آخر، مع العلم ان الطبقة السياسية التي كانت في الحكم على مدار 30 سنة، تمت محاكمة كبارها واسترجاع  بعض ما نهبوه، و نعيش تتوترا على حدودنا الشمالية، يخمد مرة و يطفو مرة اخري بين المغرب و البوليزاريو ، و الشقيقة تونس - اول دولة عربية اعترفت بموريتانيا - ، تعيش ازمة سياسية بين رآسة الجمورية ورآسة البرلمان و رآسة الحكومة، تجعلها في وضعية صعبة.

 

هل هناك مؤامرة تحاك ضد شعوب هذا الاقليم ربما تهدف اعادة رسم خرطتها من جديد طبقا لمصالح جديدة

، لقد اصبحت هناك منطقة مفتوحة تصعب السيطرة عليها وهي خطيرة جدا على أمن واستقرار المنطقة باكملها، خاصة ان اتشاد تعتبر حجر الزاوية من الناحية الاستخباراتية وحتي من الناحية العسكرية للوقوف امام تنامي الارهاب في الاقليم ككل، و في منطقة دول الساحل خاصة، حيث ان اكبر القوات المتواجدة في المثلث بين مالي و بركينافاسو و النيجر هي قوات اتشادية تقدر 1500 جندي

 

هل ستفهم الطبقة السياسية هذه التغييرات المتسارعة حولنا او ستبقى على ما هي عليه من فساد و ممارسة سياسية تكرس الغبن و الاقصاء و زيادة ثراء هذه طبقة السياسية جاثمة على خيرات هذا البلد منذ اكثر من 40 سنة، خصوصا ان التحديات قوية و الوضع الداخلي صعيب جدا.

والله الموفق

 

      احمدو يحي البنان

تابعونا على الشبكات الاجتماعية