إن العين تدمع والقلب حزين على فراق الصديق الحميم .ولا نقول إلا ما يرضي ربنا ؛ "إنا لله وإنا إليه راجعون" ف(كل نفس ذائقة الموت و انما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور ) صدق الله العظيم)
.انطفأ يوم السبت ٢٧ مارس ٢٠٢١ في انواكشوط نور قد أضاء الآفاق لعقود في مناطق عديدة من البلاد منها :المذرذرة وروصو وانواكشوط وأطار....
انطفأ -مع الاسف - هذا النور بعدما وُوري التراب جثمان الأخ احمدو ولد سيد أفلواط بمقبرة المذرذرة ..و لم يكن الدفن مواراة لجمسه الطاهر النقي في التراب فحسب بل كانت تغييبًا لما عرف وتميز به الرجل الخمسيني الشهم من بر بوالديه ولطف بإخوته وأخواته وإخوانه كبارًا وصغارًا و في الحقيقة إنما دفنوا السماحة والاستقامة والتواضع والابتسامة والرحمة بالضعفاء والفقراء ومكارم الأخلاق وصالح الأعمال في السر والعلن.
سيفتقده ابوه فيذكر برّه ، كما ستحنّ أخواته الى عطفه وحنانه و سيذكر إخوانه وما أكثرهم و جيرانه غضّه لبصره وسلامة صدره ومسالمته...و الكل سيبكيه ومنهم أصدقاءه وما يدريكم ما عددهم -الذين سيفتقدون بلا شك ودّه وملاطفته وسعيَه الدؤوب لإرضاء الجميع على اختلاف مشاربهم وتنافر أمزجتهم.
فقلد كان كل واحد منهم على حدة يشعر بأن ما يخصه به حسن الخلق والمعاملة لا يجد غيره مثله .
كان تغمده الله برحمته يتميّز بصفات نادرة من التواضع ومع ذلك كان فطنًا ذكيًا يتكلم في في صدق و حياء ويمزح في أدب .. حين نغضب من حوله وتعلو اصواتنا، تظهر رزانته ورجاحة عقله ولا غرْوَ فهو املكنا لنفسه و أوسعنا اطلاعًا وأرسخنا ثقافةً بيْد أن الكثير من الناس لا يحسبونه مثقفًا و ذلك بسبب تواضعه ولين جانبه و نأيه بنفسه عن الجدال والمراء.
لو كان من الموت نجاة لسعينا كلّنا جميعًا من أجل نجاته .
ولو كانت الحياة بثمن لدفعنا أغلى ما نمتلك فداءً له .
لكنه القضاء والقدر ونحن نرضى بالقضاء ونؤمن بالقدر.
في ذكر مناقبه الجمة ،اذكر مرةً ، حين كنّا طلبة في جامعة انواكشوط وكنت خامس خمسة نسكن في غرفة واحدة يؤجرها أحدنا و كنا نتعهده بالزيارة يوميًا أذكر أنه لم يبق اثنان منا إلا وكان بينهما مرة او مرتين شيء مما يكون بين الأصدقاء إلا احمدّو فما اذكر أنه شجر قط بينه وبين أي منا شيئ بل كان بالمصلح والصالح والمصالح في كل مرة. أن رحيل صديقنا الغالي احمدُّو عن الدنيا إلى دار الحق حيث جنة الخلد تنتظره لدليل ورسالة إلينا جميعًا مفادها أن الذي اخذه لآخذنا فلنتهيأ لأننّا به إن شاء الله للاحقون فلنحزم متاعنا فالسفر شاق ونعدّ الزاد فالطريق طويل موحش ونستعد فالمنادي أشرف على المكان.
اللهم اجمعنا وإياه في الفردوس الأعلى يوم القيامة وأجره من عذاب القبر وسوء الحساب وأعذه من النار .
آمين