لقد تكلم الرئيس المؤسس المرحوم المختار ول داداه،وكان خير كلام، بعد خروجه من سجنه الجائر، و كتب مذكراته الجميلة المفيدة، و اعترف ببعض اخطائه" اسغيرة و ممدوغة" واعتذر عنها ، و كان من ابشعها اعطاء الفرصة للمؤسسة العسكرية في التحكم في مفاصل الدولة. وقد آثر السكوت و تمنى الرفاهية للشعب موريتاني و اعتزل السياسة حبا لوطنه و اتضحت وطنيته
..
تكلم الرئيس هيداله ودافع عن حقبته ، رغم المآسي التي عاشها الشعب، و حاول الرجوع الى السلطة عن طريق الانتخابات و ارسل له الشعب رسالة اظنه فهمها.
تكلم الرئيس ول الطايع بعد انقلاب 2005، و غلبت عليه وطنيته التي لا تخفى على احد، الا من لا يقرأ التاريخ، فغلبت عليه وطنيته واعتزل السياسة.
تكلم الرئيس المرحوم سيد محمد ول الشيخ عبد الله، و غلبت عليه وطنته و اصله و اخلاقه، فاعتزل و سامح الجميع، حتي رحل بهدوء و بقبول من الجميع.
تكلم المرحوم والزعيم الرئيس اعل ول محمدفال وكان واضحا في كلامه، و اعطى نصائح تنم عن حبه لوطنه و عن معرفته للواقع الذي تعيشه البلد الآن وهو مما نبه اليه، من حب السلطة لدى البعض.
ان هذه اسئلة اطرحها على من يظن ان كلام اي رئيس سابق سيهتز له كيان دولة باكملها، عانت مما عانت منه منذ ستين سنة و ستبقى شامخة الرأس امام كل محاولات زعزة الامن.
و الاسئلة هي:
• هل اهتزت موريتانيا من جفاف 1973، رغم التغيرات التي عرفتها في مجال انظمتها الاجتماعي - الاقتصادية و ما صاحب ذلك من مشاكل هيكلية خصوصا على مستوي انواكشوط العاصمة؟
• هل اهتزت موريتانيا نتيجه حرب الصحراء التي فرضت عليها، و التي عطلت اقتصادنا الواعد و اوقفت عجلة النمو؟
• هل اهتزت موريتانيا بعد انقلاب 10 من يوليو 1978، البغيض الذي جاء على الاخضر واليابس؟
• هل اهتزت موريتانيا اثر حادثة تحطم طائرة البطل القائد الوزير الاول المرحوم احمد ول بوسيف، وما يحوم حولها من تساءلات و شكوك؟
• هل اهتزت موريتانيا عند قتل خيرة ضباطها 1981، بدم بارد دون ادنى رحمة؟
• هل اهتزت موريتانيا من الاحداث الدامية، البغيضة ل 1989، التي حاولت اللعب بوحدتها الوطنية، و ما صاحبها من تصفيات عرقية في جانبي الضفة؟
• هل اهتزت موريتانيا بعد نتائج كوبني في رآسيات 1992؟
• هل اهتزت موريتانيا بعد الاطاحة باول رئيس منتخب ديمقراطيا 2008، بعد انتخابات نزيهة، شهد بها الجميع ؟
• هل اهتزت موريتانيا بعد عمليات النهب المنظمة لخيراتها عن طريق طبقة سياسية مهيمنة على كل شيء منذ 1978؟
اي احداث اخطر من هذه، قد تؤدي - لا قدر الله - الى هز كيان موريتانيا، هل نحن اليوم امام حرب اعلامية، يراد تخويفنا من المجهول، ما هو الغرض من هذا التخويف، و الى من يوجه هذا التخويف.
اين ذاكرتنا لماذا نطيح برئيس منتخب باسم الدستور عن طريق كتلة او كتيبة برلمانية منتخبة من الشعب، و لا يمكن ان نقاضي مسؤولا اشتبه في سوء تسييره لمال الدولة، ما هذه الازدواجية في المعايير، اي منطق هذا؟
احمدو يحي البناني