دقة - حياد - موضوعية

طبقتنا السياسية المريضة التي لاتمل النهب و المغالطة..... و تقرأ الحداث من حولنا* .

2021-03-18 23:23:44

 

ان الاحداث الدامية التي وقعت في الشقيقة السنيغال - واقول الشقيقة لان مصير شعوبنا مرتبط، ارتباطا عضويا، مزجت فيه الروابط الدينية القوية و المتجذرة، و الاسرية و التاريخية، ناهيك عن المصالح الاقتصادية المشتركة و المصيرية التي اصبحت تفرض نفسها بقوة ، فضلا عن الامور الامنية المعقدة التي ، لا قدر الله، ان تدهورت او ضعفت في احد البلدان تأثر الآخر بصورة مباشرة و فورية، قد لا يتوقعها الجميع-. 

.

 

اقول إن هذه الاحداث الدراماتكية، تتطلب من السلطات العمومية وخاصة الحكومة اخذ التدابير اللازمة لصالح شبابنا الذي تقطعت بهم السبل امام هيمنة طبقة سياسية هرمت و بدأت تتآكل من داخلها و لايهمها الا النهب و المغالطات السياسية،- و لا ادل على ذلك من ما يجرى ونشاهده، خلال بعثات حزبنا المريض الذي يريد بعض المهيمنين عليه، اعادة تدوير نفس الاشخاص المعروفين منذ حزب الشعب و الحزب الجمهوري وعادل و الاتحاد نسخة 2009.

 

الغريب ان هؤلاء لا يقرأون ما يجري حولهم في هذا العالم المتأزم والذي يعاني المشاكل الاقتصادية منذ بعض الوقت و يعاني الآن من جائحة كوفيد 19 ، التي جعلت الدول ذات الاقتصاديات القوية و المنظمات المانحة  تعرف انكماشا على نفسها ، مما جعل كل دولة تحاول جادة التكيف مع الوضعية الجديدة المتفاقمة، كل هذا يحصل و طبقتنا السياسية الفاشلة بكل مقاييس الفشل، لا تحاول التأقلم او على الاقل التراجع عن بعض الممارسات البائدة التي همها الوحيد الظفر بالمال العام لدولة والبطش بمقدرات هذا الشعب الضعيف باعادة تدوير نفسها، موهمة الحمومة بشعبية زائفة او مغلوبة على امرها نتيجة ظروفها الاقتصادية التي هي من صنع هذه الطبقة السياسية الفاسدة.

 

ان من لا يرى ما يجرى حولنا و من لا يحس حتي الغليان الداخلي الصامت - ولا ندري الى متى - فهو اعمى البصيرة و يحتاج الى مراجعة نفسه قبل الاوان، و تصحيح هذه الاوضاع يبدأ من النخبة التي تهرول طمعا في لقمة العيش، وراء سراب الحزب و حاضنته القبلية و الجهوية المتحكمة في كل كبيرة و صغيرة في مفاصل هذه الدولة.

 

لقد حاولت الحكومة القطيعة مع بعض الممارسات القديمة - وهذه وجهة نظري، لان القامين عليها لا يرجون الفشل في مهامهم و يبدون كثير من الاشارات الايجابية وقد اعترفت المعاردة الجادة بتلك الاشارات - ، الا ان الطبق السياسية متحكمة في كل مفاصل الدولة تقوم تلعب جميع المحاولات من اجل فرض هيمنتها حزبيا و اسياسيا وحتي تنظيميا، وليس انشاء رابطة للوزراء السابقين - مع احترامي لبعضهم لوطنيتهم وبعدهم من الممارسات المشينة من التعامل مع المال العام و نبذ الجهوية الجهوية و عدم ممارسة بعض الاعمال المشينة مثل تعيين الاقارب - ليست الا محاولات لربطنا ببعض هذه الطبقة السياسية الفاسدة - ولا اعمم هنا لانه هكناك من هؤلاء من خدموا هذا البلد وهناك من دمروه و يحاولون اعادة الكرة-.

 

فعلى الضباط الكبار من اصحاب الرتب ان يكونوا رابطة باسمهم و على النواب والشيوخ فعل ذلك  على الامناء العامون السابقون والسفراء و رؤساء الاحزاب السياسيبين وعلي المدراء السابقون و منسقو المشاريع وعلى رجال الاعمال الذين ساهموا مع المسيرين في اشاعة البطش بالمال العام ايضا انشاء روابطهم، لتكتمل الصورة و يشاوروا على انفسهم و تتحدد الرابطات التي يجب التخلص و محاربتها منها لننعم بمقدرات وطننا، رغم ان باب التوبة مفتوح، و ارجو من حكماء رابطة الوزراء السابقين ان يعلنوا التخلي عن السياسة و مساعدة الحكومة في وضع تصور جديد عن الحكامة الرشيدة، و حتي وضع بعض مالهم  وممتلكاتهم تحت تصرف الدولة لتوظيف الشباب، بدل البحث عن مناصب خاصة رآسة المجالس الادارية للشركات و المشاريع الكبري، والتي اصبحت وظيفة عمومية اخري تكلف الدولة ميزانية كبيرة جدا.

 

ان الوضعية التي يعيشها الشباب اليوم في العالم كله، خطيرة يجب على الحكومة الانتباه لها، وايجاد الحلول المناسبة ادلها بدل الاهتمام اكثر رجالات السياسة. و اذكر هنا ان وزارة التشغيل و ارباب العمل يقومان بعمل يذكر ويشكر، الا ان دور السياسين مهم واعطاء الادوار الاساسية للشباب في الاحزاب مهم ايضا، لتثقيف هذا الشباب على دوره في البناء الوطني وصيانة المكتسبات و الاستثمارات التي هي ملك للشعب، بدل تدميرها باعتبارها منجزة من الحكومة، كما شاهدنا في الجارة السنيغال.

 

ان على طبقتنا السياسبة ان كانت لها حس وطني ان تعيد النظر في ادوارها وان تسمح بالتبادل السامي على الادوار السياسية في جو تطبعه المحبة و الحكنة، لاشك ان ادحكمتهم و تحربتهم ضروية، و مرحب بها،  الا ان الوضعية العالمية و الاقليمية و الوطنية تتطلب من الحكمة لمراعاة ظروف الاخرين واعطائهم الفرصة، و الاتكفاء بما جمعتموه من خيرات هذا البلد، على حساب الاخرين من مرضى و فقراء و ارامل و ايتام وحتي اموات.

 

فنداء الوطن يطلب من من وصل 70 سنة ان يعطي الفرصة لغيره وربما لابنه واخيه واخته في خدمة هذا البلد والاستفادة وهو تبادل للادوار و هي سنة الحياة.

 

هناك من الشعب من مل بعض الوجوه المفروضة عليه في جميع المقاعد الامامية ، و على الاقل نوعوا جلساتكم من حيث ادماج الشباب والنساء و التمثيل الشرائحي، حاولوا ايها السياسيون المحبون لجيوبكم و ذواتكم ان تخففوا من ظهوركم الذي زاد عن الحد و قضى على آمال طبقة عريضة من هذا الشعب، فالجميع لا يحب النظر في الاخبار في التلفزة التي تفرض عليها مشاهد لا تمثل مشهدنا السياسي الحقيقي.

 

اننا نعيش فرصة  انفتاح سياسي، وهي فرصة ذهبية اذا لم يختطفها هؤلاء السياسيون، الذي ملهم الشعب و ملوا انفسهم، فعليهم اعطاء الفرصة لغيرهم من اهلهم وابنائهم واخوانهم وباقي الشرائع  والفيئات كشباب والنساء، حبا لوطنهم الذي وهب لهم كل شيء من تدريس و عمل وخيرات و ابناء ومال طمنينة وهدوء وامن، و هذا الاخير لن نحافظ عليه الا بالسلم الاهلي الذي مدخله توزيع عادل للثروة و اشراك الجميع في ادارة لشأن العام وانصاف الضعفاء و اشراك الشباب و اخيرا و الاهم القضاء الحقيقي على الغبن الاجتماعي، لتمتحي مظاهره السيئة و المؤلمة التي نعيشها يوما و تقشعر منها الابدان والانفس.

 

والله الموفق

تابعونا على الشبكات الاجتماعية