الإنسانية يلفها رداء الفجيعة، والفيروس يحصد ألاف الأرواح يوميا، وكأن لم يعد للبلدان من وسيلة دفع سوى ممارسة هذه الطقوس الجنونية في تتبع المصابين وإحصائهم قبل تفويجهم للمقابر،نصف سكان البسيطة عن الشغل محجورون، وكل قيم ومظاهر التواصل مجمدة الي حين، أئمة المساجد يهجرون منابرهم، والتلاميذ محابرهم، ترك العمال مصانعهم وهجر أصحاب السوق السوق الى إشعار آخر، واشتكى الجسم اعضاءه لأعضائه فلا نصيحة إلا بالمزيد من التباعد
.....
وفي مواجهة الوباء ...علماء للأوبئة يفتشون في دفاترهم القديمة عن دواء للآفة الجديدة، وعالم يبكي حكامته وغروره الآثم ، ودول تجأربالشكوي من البلوى والخطر الداهم فتحتال على كمامات الغير تضعها اقنعة للتستر ، وقناع زائف للانسانية المتضامنة يظهر على حقيقته المحزنة.
تلكم هي الصورة الآن عالميا ولا شيء فيها يدعو للتفاؤل وإنما تدفع للحزم والصرامة و التحدي والوعي بالخطر.
.وفي موريتانيا رغم الجهود النوعية للسلطات العمومية والتجاوب المقدر لدى اغلب المواطنين ومحدودية الإصابات لحد الآن لله الحمد والشكر ، فلا شيء أخطر من بث الشعور لدى البعض بالتفاؤل الأبله أمام الفيروس القاتل، اوالايحاء بأننا تجاوزنا مرحلة الخطر ونحن في مواجهته،
ولا شيء أدعى للهزيمة من التراخي في مواجهة الوباء بالاطمئنان الزائف للجهد المبذول ، او الاعتقاد بأننا عليه قادرون.
تقيدوا بالالتزامات حجرا وتنظيفا وضبطا للحدود وتأمينا للأطقم وتوفيرا للمستلزمات، وواجهوا الخطر بكثير من تملك الوعي بالخطر وقليل من التفاؤل بتجاوزه ....فمازلنا في عمق الخطر وعنق الزجاجة.
قوا أنفسكم واهليكم، و تذكروا وصفتكم الطبية ودواءكم الأوحد .... الوقاية ارخص علاج وأنجع دواء .. وهي الدواء في غياب الدواء
الحسين ولد امدو