عدت مساء أمس من مقاطعة الركيز المحطة الأخيرة في زيارة المترشح لرئاسيات هذا العام محمد ولد محمد الشيخ الغزواني لولاية اترارزة وذلك بعد ان حضرت فعاليات الاستقبال ووقائع هذه الزيارة الهامة
.كنت حريصا على الاستماع إلى خطاب الرجل عن قرب في ذلك الجو الذي كان مفعما بحماسة الاستقبال وقوة الإقبال من طرف ساكنة الركيز على تأييد ومساندة الضيف الكبير الذي جاء خطابه المتميز معبرا عن رؤيته لسياق المكان والزمان والأبعاد التاريخية لخصوصيات وسمات المجتمع في هذه المنطقة من ولاية الترارزة
لقد بدا لي من الواضح جدا ذلك البعد الثقافي العميق في زيارة مرشح الإجماع الوطني السيد محمد ولد محمد الشيخ ولد الغزواني لولاية اترارزة كيف لا وقد كانت المحطة الأولى في جولته الوطنية التي دشنها بالولاية السادسة هي قرية أم القرى حاضرة الشيخ العلامة لمرابط محمد سالم ولد عدود شاعر العلماء وعالم الشعراء ، إن هذا الاختيار لبداية المسار في هذه الجولة الوطنية عموما والجهوية خصوصا ليس وليد الصدفة باي حال من الأحوال بل هو توجه موفق تماما فأم القرى وما ترمز إليه في شخصية العلامة ولد عدود من كل قيم ومعاني العلم والمعرفة والأدب والتواضع والورع إشارة واضحة من ا لمترشح الذكي إلى رؤيته الثاقبة لمكانة هذه الولاية الثقافية الكبرى في الذاكرة الوطنية والتقدير الخاص من طرفه لجهابذتها الأعلام الكبار من العلماء والصلحاء والأدباء أمثال الشيخ عدود رحمه الله دفين ام القرى تلك المشكاة المضيئة بمعارف ومحاظر هذه القلعة الشماء ومآثر الأسرة العدودية كابرا عن كابر في ذلك الوسط الاجتماعي الطيب أرومة ومروءة بقرية شيخ المشايخ التي أراد المترشح محمد ولد الغزواني ان تكون خطوته الأولى في جولته الوطنية انطلاقا منها تأكيدا لذلك البعد الثقافي في برنامج الرجل الانتخابي وما يشير إليه من معرفته العميقة لجوانب الصورة الثقافية والتاريخ العلمي الذي تمثله هذه القرية المباركة ام القرى
لقد كانت كل محطات الرجل في ولاية الترارزة ذات معاني وأبعاد دالة في بيانه للناس وطريقة تعامله بحكمة وحنكة وأناة مع كل الفرقاء هنا وهناك فهو رجل الإجماع الوطني يريد ما يجمع لا ما يفرق متعاليا بتواضع على الخلافات ومتجنبا دوائر التجاذبات والتصنيفات الضيقة لأنه يحمل مشروع رئيس طموح للجمهورية رئيس يحمل كل عوامل النجاح التي نضجت على نار هادئة اثافيها التجربة والهمة وفصل الخطاب كما تجلى ذلك في كل خرجاته منذ خطاب الملعب الشهير فاتح مارس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس وقدم صورة جديدة تكاد تكون مغايرة في ذهنية الكثير من الناس عن صورة ذلك الجنرال الصامت والعسكري الفائت الذي بدا للجميع ذا رؤية واسعة لكل القضايا والتحديات مطمئنا الجميع وممتنا لإسهام وعطاء كل أبناء موريتانيا في كل المراحل ومتوجها لمقاربة حلول ناجعة لصالح الفئات الهشة من المجتمع والشباب الطامح لمستقبل أفضل
نعم من واد الناقة إلى بوتيليميت والمذرذرة وكرمسين وصولا إلى الركيز كانت مسيرة الرجل تترك دويا في كل القلوب وتختصر إليها كل الدروب فقد ألقت إليه ولاية الترارزة بكل ثقلها التاريخي والثقافي والاجتماعي وكأنها ترد إليه بهذه الهبة الكبيرة بعض الاعتراف بالجميل له وقد اختارها فاتحة اتصاله المباشر مع المواطنين في كل أنحاء موريتانيا مدركا عن وعي البعد الثقافي في زيارته لهذه الولاية التي اختتمها بمقاطعة الركبز حيث استمعت باهتمام كما أشرت لخطابه في عين المكان وهو خطاب جاء مغايرا عن كل الخطابات التقليدية في مثل هذه المناسبات السياسية التي يكثر فيها المترشحون أحيانا من لغو الكلام ومن الوعود الانتخابية بإنجازات ومشاريع قبل الأوان وقبل تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر
كان خطاب الرجل في الركيز منعطفا في الخطاب السياسي كما قلت لان الرجل ركز فيه فقط على البعد الثقافي وتحدث عن معرفته المسبقة بخصوصية ومكانة هذه المنطقة التي أوضح انها اشتهرت كقلعة للعلم والمعرفة والادب والتصوف والإشعاع الثقافي في المحيط من حولها
لقد عرف ان لكل مقام مقال فأفاد وأجاد وخير الكلام ما قل ودل في مرابع محمد الأمين بن فال الخير الشنقيطي ومحمدو ولد محمدي والمختار ولد بون والشيخ محمد محمود ولد الأمجاد وغيرهم من أعلام الثقافة والعلم والصلاح في هذه الربوع الأصيلة
لذلك قال المترشح محمد ولد محمد.الشيخ ولد الغزواني وهو في هذا السياق التاريخي والثقافي الماضي والحاضر إنه جاء إلى ساكنة هذه القلعة الثقافية الركيز طالبا منهم الدعم والتأييد والمساندة لبرنامجه من أجل موريتانيا المستقبل وانهم لعمري لفاعلون مستبشرون وإني معهم لمن المؤيدين المخلصين والمهنئنين على استشعار ذلك البعد الثقافي والروحي العزيز من منارة ام القرى إلى حاضرة الركيز
سيدي ولد الأمجاد كاتب وإعلامي