ولدت الأميرة العالية منت أعمر ول إعل عام 1927 لأبيها الأمير سيد احمد ول اعل الكورى ول المختار ول امحمد ول أعل الكوري ول أعمر ول أعلى شنظوره الذي يقول فيه الولي الصالح والد بن خالنا في منظومته في التاريخ :
موت أمير المؤمنين أعمر@ سليل شنظوره رئيس مغفر
ليلة سبت من جمادي الاخرة @ ليلة سبت نال خير الاخرة
في عام عشق ياله من عام @ ومن قضى فيه من الأعلام
وامها الجوادة الكريمة التي ضرب بجودها وكرمها المثل توت منت اسلم ول محمد باب ول ابراهيم أخليل ول بوبكر سيرة المعروفين ب " بخيمة النص" .
بعد وفاة والدها خلف علي امها الأمير سيدي ول محمد فال ول سيدي ول محمد لحبيب الذي قال كلمته المشهورة في العالية " لو كنت ما ريت العالية مانجبر باش نكبظ اخلاك توتو " وهي كلمة ذهبت مثلا في معاملة " لولاد لراح " خاصة ان معاملة الأمير سيدي للعالية ضرب بها المثل في الحسن والروعة فصارت أحب اليه من أبنائه وبناته واجتهد في تدليلها وبرها وأظهرت منذ صغرها نجابة وحفظا خارقين و اهتماما بالسيرة وحفظ المدائح فما ان بلغت مبلغ النساء حتي كانت بحق ذات الحسب والنسب والدين والجمال عالمة، ومنفقة في سبيل الله وورعة تقية. فحظيت بمكانة خاصة لدي والدها الثاني الأمير سيدي جعلته يشترط شروطا خاصة فيمن ستكون العالية أما لأبنائه.
ووجد ت والدتها والامير سيدي ضالتهما في سليل الإمارة السيد الفتي الجواد أعلى ول المختار آش ول محمد ول سيدي يعرف ول المختار آش ول محمد ول السيد ول الأمير أعمر اكجيل الأمير الجواد الشجاع الذي قال العلامة سيدي عبد الله ول محم الملقب ول رازكه في رثائه :
هو الموت عضب لا تخيب مضاربه @ وحوض رعاف كل من عاش شاربه
الى ان يقول
أموالهم ماانت بالسيب واهبه@ وأعمارهم ماانت بالسيف ناهبه
فوافقاعن طيب خاطر وانتقلت الي خيمة اخري عامرة بأنواع المتاع وأجود ماكان متاحا في بداية خمسينيات القرن الماضي حيث كان المرحوم أعل تاجرا ثريا سخيا
وحرص المرحوم اعل الا تتغير معاملته للعالية عما الفته في حضن الأمير سيدي فاجتهد في اكرامها حتي ضرب به المثل في حسن المعاشرة وفي بيته واصلت ماتربت عليه من انفاق وكرم وعبادة وطلب علم فكفلت الايتام وربت الأقارب وتكفل المرحوم إعل بتوفير كل ما يتطلبه ذلك من مال وجهد باريحية وكرم نادرين
كان المرحوم اعل وتوامه محمد رحمهما الله شديدا الارتباط بالفاضليين او أهل التاكلالت حيث اعتبرا نفسيهما دوما أنهما من اهل التاكلالت وعاشا علي حب الفاضليين وماتا عليه رحمهماالله فكانت المرحومة العالية تنتقل مع اعل دوما الي أحياء الفاضليين وقاسمت المرحوم اعل محبتهم وارتبطت بهم ارتباطا وثيقا حتي بعد وفاة أعل رحمه الله وظلت تقضي فترة العطلة بعده في التاكلالت حتي اقعدها المرض رحمها الله .
.كانت للأميرة العالية نفس تواقة تاقت الى كل ما كانت تتوق اليه مثيلاتها فحصلت عليه ولكنها كانت تشعر بشيئ
ما ينقصها وتبحث عنه ولا تعرف كنهه فقد لعبت بها خمر المحبة حتى حدث اللقاء التاريخي بينها وبين العلامة اباه ول عبد الله ف "سكنت في الراحلة" وصرحت له بأنها وجدت ما تبحث عنه وقضت تحت رعاية شيخها اباه فترة تقارب نصف قرن كانت كلها تدور حول الحديث عن اخبار " أهل خيمتن " كما يحلو لها التعبير وتقصد بها سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسئل الشيخ اباه مرة في مجلس عن موسي عليه السلام وكانت المرحومة العالية حاضرة فتدخلت قائلة " هو موسي بن عمران كليم الله ومن أؤلى العزم من الرسل ونقول بنبوته ونزلت عليه التوراة ولكن لدينا من نتحدث عنه ونشغل وقتنا به و افضل منه وأقرب إلينا هو محمد صلى الله عليه وسلم "
كان وقت العالية رحمها الله مقسوما بين تلاوة القرآن والعبادة والبحث في سيرته العطرة صلى الله عليه وسلم وكانت راوية للمدائح والأشعار وكانت شاعرة أديبة وناقدة مقتدرة ولها مؤلفات واشتهرت بالقبول وارتبط اسمها بالمحبة فما ذكر اسمها الا وتذكر الناس قصة لها او معلومة او تعليقا في السيرة النبوية . وكانت أمنيتها الاخيرة ان تموت في شهر المولد النبوي وان يصلي عليها شيخها اباه ول عبد الله ويتولي دفنها فصعدت روحها الطاهرة الي بارئها ليلة السبت تماما مثل جدها الأمير العادل أعمر ول إعل الذي توفي ليلة السبت وكانت وفاتها في الليلة الاخيرة من شهر المولد وصلى عليها شيخنا العلامة اباه ول عبد الله وجموع غفيرة رافقتها الى مثواها الأخير ولسان حالها يردد ابيات الإمام ابي حامد الغزالي
تركت هوي ليلى وسعدى بمنزل @ وعدت الى محبوب اول منزل
ونادتني الاشواق مهلا فهذه @ منازل من تهوي رويدا فأنزل
رحمها الله
من صفحة