وصلتُ مدينة روصو في اكتوبر 1960 على متْن سفينة اسمها: "ابنُ المقداد...سفينة في غاية الجمال و الأناقة و الفخامة. سفينةٌ ضخمة من 3 أو 4 طوابق ..مُجهّزة لنقل البضائع والركاب..و استغرق سفرنا 3 ليالي من كيهيدي الى روصو...و للعلم ، هناك سفنٌ أخرى مثل "كرمور" و "سولاك" تمارس النقل على نفس الخط ، و لكنّ "ابنُ المقداد" هي الأفضل و الأجمل...إذْ كانت تُوفر للركاب كلّ وسائل الراحة..
.
.كنّا نتجول داخلها ، و نضع المغراج على النار ، و نكسرُ سكر "النمر" أو "التلجي" ، و نشربُ الأتاي ب"المفتول" الأخضر ، و نطبخ ، و نلعب ، و نمارس الرياضة ، و ننامُ مرتاحين..و كانت "ابْنُ المقداد" تطلقُ صفارات موسيقية رائعة عند دخولها أو خروجها من كلّ مدينة أو محطة...مُعلنة لنا عن أخبار الرحلة..
وجدتُ روصو...مدينة كبيرة جدا و جميلة حقا...لا مقارنة بينها وبين القرى التي مررتُ بها من قبل [ ألاك ، بوكي ، كيهيدي ، امبود ، سيلبابي..] مع أن النمط المعماري المُعتمد على طول النهر متشابهٌ جدا...دورٌ من الاسمنت المُسلح مُسقفة بصحائف حمراء ، ربما للتأقلم مع ظروف الطقس و المناخ في "شمامه" ، حيثُ الحرارة ، و الرطوبة ، و الأمطار...و فور وصولنا روصو ، ركبتُ "حافلة ليسه" ["ت45 "] مملوءة بالركاب...و كان الشبابُ يلعبون و يمرحون في جو من الحماس و الحيوية و الصخب أعطاني فكرة عن المدرسة...لم تأخذ الرحلة سوى 10د. لأن الثانوية لا تبعد عن المدينة إلاّ 7 كم تقريبا...
10 دقائق فقط، و وطأتْ قدماي أرض " ليسه اكزافيي كبولاني"!؟ كان الجو باردا و رطبا. و العمارات شاهقة [معظمها من طابقين] ، و منسجمة مع بعضها البعض ، بيضاء و نظيفة . و الطرق معبدة ، و الماء في الحنفيات ، و شبكات الصرف الصحّي موجودة ، و الكهرباء لا تنقطع...و الفصول مجهزة بأحسن المقاعد و الطاولات ، و الملاعب متعددة ، هنا ملعب لكرة القدم ، و هناك كرة السلة ، و الطائرة ، وقاعة سينما ، و أخرى للأنشطة الثقافية ، و ألعاب القوى..
و فور وصولنا الى المدرسة ، شرعنا في تحضير الاحتفال بعيد الاستقلال بحماس و حيوية و إخلاص...كانت قيادة الأمور بيد فارس و مهندس ذلك الاحتفال السيد محمد المصطفى ولد الشيخ محمدو (وهو من أعيان مدينة ألاك ومن أبرز كوادر لبراكنه) أطال الله في عمره، وكان يومها في السنة 4 من الاعدادية . قام بتشكيل فريق من 12 تلميذ؛ و كان لي الشرف أنْ أكون عُضوا في ذلك الفريق ...و بعد أسبوعين من التدريب المكثّف ، حضرنا يوم 28 نوفمبر 1960 على الساعة 9 صباحا في زيّ موحّد و أنيق ، و أخذنا مكاننا أمام مبنى الادارة و من حولنا صفوف التلاميذ...بدأ رفع العلم الوطني في جو منقطع النظير...ثم أعطانا المصطفى اشارة البدء ...فقام فريقنا بتلحين نشيدين . الأول بعنوان :
[ تعالوا حان الوفى ، شباب موريتانيا...]..و نسيتُ كلماته ، مع الأسف.
أمّا الثاني ، فهو :
إلى العلا إلى العلا
إلى العلا بنى الوطن
إلى العلا كل فتاة و فتى
إلى العلا فى كل جيل و زمن
فلن يموت مجدنا ، كلا ، و لن
ثُمّ صعد المصطفى على منصة كبيرة أعدّت للمناسبة ، و أل بأحسن المقاعد و الطاولات ، و الملاعب متعددة ، هنا ملعب لكرة القدم ، و هناك كرة السلة ، و الطائرة ، وقاعة سينما ، و أخرى للأنشطة الثقافية ، و ألعاب القوى.. و فور وصولنا الى المدرسة ، شرعنا في تحضير الاحتفال بعيد الاستقلال بحماس و حيوية و إخلاص...كانت قيادة الأمور بيد فارس و مهندس ذلك الاحتفال السيد محمد المصطفى ولد الشيخ محمدو (وهو من أعيان مدينة ألاك ومن أبرز كوادر لبراكنه) أطال الله في عمره، وكان يومها في السنة 4 من الاعدادية . قام بتشكيل فريق من 12 تلميذ؛ و كان لي الشرف أنْ أكون عُضوا في ذلك الفريق ...و بعد أسبوعين من التدريب المكثّف ، حضرنا يوم 28 نوفمبر 1960 على الساعة 9 صباحا في زيّ موحّد و أنيق ، و أخذنا مكاننا أمام مبنى الادارة و من حولنا صفوف التلاميذ...بدأ رفع العلم الوطني في جو منقطع النظير...ثم أعطانا المصطفى اشارة البدء ...فقام فريقنا بتلحين نشيدين . الأول بعنوان : [ تعالوا حان الوفى ، شباب موريتانيا...]..و نسيتُ كلماته ، مع الأسف. أمّا الثاني ، فهو : إلى العلا إلى العلا إلى العلا بنى الوطن إلى العلا كل فتاة و فتى إلى العلا فى كل جيل و زمن فلن يموت مجدنا ، كلا ، و لن ثُمّ صعد المصطفى على منصة كبيرة أعدّت للمناسبة ، و ألقى كلمته وسط تصفيق حار و هتافات جموع الحاضرين...كان خطابه جميلا و أحفظ حتى الآن فقرات منه ... ربما لشدّة التأثر باللحظة... و عند انتهاء الحفل ، غادرنا مُسرعين باتجاه المدينة.
محمد فال ولد بلال