الأمراء فى موريتانيا من أكثر الناس تواضعاواخلاقا وعزةنفس ولاتجدهم غالبا الافقراء كعامة الناس اوموظفين بسطاء

إنهم لايستخدمون نفوذهم إلا لماما ولا يظلمون ويفضلون الابتعاد عن الأضواء ومواطن الشبهات
اضاعوا"الأمر "ولم يضيعوا "الإمارة"
على الأرض لم تعد هناك إمارات بالمفهوم التقليدي سياسيا وجغرافيا ولكن فى قلوب العامة تنتصب العروش ويحظى الأمراء بوافرالتقدير وإن ضعف نفوذهم أمام "الاختلاط"الاجتماعي والثقافي والعرقي والجغرافي الذى تطلبه قيام الدولة بشكلها الحديث لذلك تجد أميرا يعمل بتفان وتواضع تحت سلطة شخص أقل منه شأنا بالمفهوم "الطابوهي"المتواتر
وتجد آخر منسيا فى إدارة اووزراة يعمل لصالحها كاي شخص من العامة
ومع ذلك فالامراء لايفقدون مهابتهم ومكانتهم
فى مناسبة سياسية فارطة استدعي سليل إحدى الإمارات لإلقاء كلمة فبادربعض العامة لمرافقته إلى المنصة يقبلون يده ويستحضرون شعرا وغناء مآثر آبائه واجداده
وربما ضاق بعض الأمراء ذرعا بمواقف جعلتهم تحت إمرة أشخاص دونهم قدرا فتغلبت عقلية الإمارة عندهم على عاطفة العمل للحكومة وتجاوزوا اكراهات مساطرالعمل الحكومي من ذلك أن أميرا منهم كان فى منصب "متوسط"فى إحدى الوزارات وكان مسؤوله المباشر من قبيلة منسية فى أسفل الهرم الاجتماعي وينتمى لشريحة مهمشة مرمية فى اسفل درج التراتبية الشرائحية المحلية
ومرة صدر امر إلى الأمير من"بطرونه"بالقيام بعمل "إداري "لم يرق للأمير فقال ل"البطرون":
كتلك ذمانى امعدلو لا اتليت كاع تدخل بيروهى واتصدرلى لوامر لين كل حفرة تشرب ماها يالل انتم ان ننهمك انت افطنت(... ) وتعرف باط عنك مايالل كاع ترفد في وجهك"
صعق"البطرون " لكلام الأمير ولأن الحادثة وقعت زمن ولد الطايع فقد تدخلت"صرامته"لحسم الخلاف وبسرعة
الإمارة كالقبيلة تقوى بضعف الدولة وتضعف بقوتها ولهما معاقداسة"فلكلورية" لاتصمد أمام الكيان الوطني القوي العادل لكنهما ملاذ وحصن يهرب إليه العامة من بطش الدولة وتغولها
الظهور الصاخب للامارة والقبيلة والمشيخة الصوفية هومثل ظهور"تورجه"(العشر )
التى يدل ظهورها على شيخوخة التربة ودخولها"سن اليأس "نباتيا فالدولة أيضا تضعف وتدخل "سن اليأس " هيكليا وكيانيا إذا ظهرت الإمارات والقبائل والمشيخات وغطى صخبها على المشهد الاجتماعي والسياسي وبدأت تنفض الغبارعن"امجادها" وتستنبت"عضلات" طوارئ للانغراس فى بؤبؤالكيان الوطني

حبيب الله ولد احمد