على الأستاذ محمد يحظيه ولد ابريد الليل ان يوسع مفهومه للمجد ومفهومه للمقاومة وأن لا يربط تاريخ المقاومة و المجد في هذه البلاد بسبعة وعشرين سنة فقط تبدأ بسنة 1905 وتنتهي بسنة 1932 ،فتاريخ الاحتكاك العسكري بالمستعمرسبق ذلك بكثير،
.
وكانت ميادين المقاومة خارج جغرافيا ما بعد الاستعمار ،ومن باب الإنصاف والاعتراف بالحقائق على الكاتب الكبير ان يعترف ان الاستعمار لم يلج البلاد إلا بعد قرن من المقاومة الشرسة في الجنوب وأن كسر شوكة الجنوب سهل دخول الاستعمار لموريتانيا ...أليس هذا من المجد ومن المقاومة ؟
وكذلك فإن التأريخ للمجد في هذه البلاد يجعلنا نكتشف أنه يمتد عبر عشرات القرون بما فيها تاريخ المنازلة و الرهان الحضاري المقاوم للوثنية والاستعمار وما خلف من أثر عظيم في أفريقيا الغربية عموما و تعود جذوره إلى تأسيس اول دولة في هذا المنكب ومن طينة هذه الدولة كان الفتح الاسلامي في افريقيا و كانت مقاومة الافرنج في الاندلس فهل يمكن أن نتنازل عن تاريخ انطلق من أرضنا وصنعه أجدادنا؟
ثم إن المجد يأخذ أشكالا أخرى لا تتعلق بالقوة بالمفهوم المادي فقط ، بل تتعلق بالإنتاج المعرفي للعقل الموريتاني عبر القرون وهو الذي فرض على السوسيولوجيين تسمية هذه البلاد بالبادية العالمة وبهذه الصفة ولجنا إلى عالم من الصيت الحسن عز نظيره في المجتمعات المماثلة.
لهذا على ولد ابريد الليل ان يبتعد عن النظرة التشطيرية لتاريخ البلاد وأن يعرف ان التاريخ لا يكتب بالمزاج ولا بالنطق عن الهوى ...وعليه ان يعرف كذلك ان تاريخ هذا البلد مؤسس على ثنائية العلم بفتح العين والعلم بكسرها..
من صفحة الكاتب زالصحفي الشيخ ولد معي