دقة - حياد - موضوعية

زيارة ولد محمد فال لفرنسا كانت السبب في التحامل عليه

2015-09-28 07:45:21

يبدو أن الزيارة التي بدأها الرئيس السابق، اعلي ولد محمد فال، اليوم الاثنين، للعاصمة الفرنسية باريس، قد سببت حالة من الخوف والهلع لدى سدنة النظام الانقلابي الذي وأد أول تجربة ديمقراطية توافقية في موريتانيا. وهو توجس له ما يبرره خاصة أن ولد محمد فال يتمتع بعلاقات واسعة في باريس كما يحظى بتقدير واحترام كبيرين لدى أبرز نخبها.

.

ولا شك أن زيارته  هذه ستساهم  في تغيير صورة النظام الحاكم في عيون الفرنسيين. هذا الخوف الهستيري عكسته مقالات ممجوجة المعنى، ركيكة المبنى، لم تقنع حتى كتابها الذين وقعوها بأسماء مستعارة ونشروها في مواقع محسوبة على النظام أو أجيرة لديه. ومن العناوين التي حملتها تلك المقالات: "اتهامات لرئيس سابق باستغلال النفوذ وربط صلات مشبوهة بمنظمات معادية" و"عن الرئيس السابق اعلي ولد محمد فال رمتني بدائها وانسلت". والحقيقة أن كتاب هذين المقالين  لم يستطيعوا إخفاء  انزعاجهم الكبير من تحركات الرئيس السابق السياسية والدبلوماسية، فجاء في المقال الأول، مثلا، أن ولد محمد فال أرغم الجميع "بمداخلاته وأرائه ومقابلاته وجولاته الدولية ونصائحه التي ما فتئ يقدمها عن الديمقراطية وتصحيح المسار الديمقراطي.."  على الحديث عنه.  أما في المقال الثاني فقد بدا الانزعاج أكثر وضوحا حيث خلص "الكاتب" إلى أن الرجل "يشارك في المظاهرات المناوئة للنظام الحاكم تحت شعارات براقة من بينها الدعوة للشفافية، والتناوب السلمي، وتكريس الديمقراطية والحريات العامة..." وكأن المشاركة في تلك النشاطات جريمة أو تصرف غير مقبول. وهي تناقضات أوضحت تهافت المقالين الذين بدا وكأنهما يطالبان الرئيس السابق بوقف حملته القوية ضد النظام الحاكم والكف عن تعرية سياساته الرعناء كما فعل في بيانه حول الحوار إذ رسم ولد محمد فال، برؤيته الثاقبة وتجربته الكبيرة، دائرة ضيقة مازال يتخبط داخلها حتى اليوم.. ومجمل القول أن الرئيس اعلي ولد محمد فال سيظل، مهما كتب المكتتبون من ترهات وأباطيل، رقما صعبا في المعادلة الموريتانية، وشوكة حادة في حلق  نظام بات يحمّـله، بصراحته المشهودة ومنطقه السليم، مسؤولية هدم أكبر صرح ديمقراطي هو من بناه بسواعد كل الموريتانيين..

يعقوب ولد احمدو باب

تابعونا على الشبكات الاجتماعية