هناك وثيقة مكتوبة باليد، غير مقروءة في أجزاء منها بسبب قدمها، كـُتب تحتها بخط يد أخرى: "جوابا لسؤال من طرف جماعة من الشباب استضافوا أحمدُّ ولد الميداح، ومنعتهم جماعة أهل المسجد من استضافته". جاء ضمن الجمل المقروءة من الرسالة: "بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على نبيه الكريم..

وعليكم السلام وما يليق بذلك المقام. أنا في الزمن الماضي سمعت أن القاضي محمذن بن محمد فال والأمير أحمد بن الديد أصبحا عند بتلميت ونزلا عند أهل اسويدينَ (...) وأتتهماواحدة يقال لها بنت المولود، وهي مشتهرة بحسن الصوت، وجلست معهما، وظلت تغني لهما، وأن العباس بن محمد (...) كتب يقول: هذا حرام إجماعا، ومحمذن يقول له (...). وأنا محمذن حبيبي وصاحبي جدا، فكتبت كلام الفاكهاني وكلام ابن العربي، وأرسلت له ذلك مع أحمد بن محنض وفرح به غاية وأعجبه، وأتى به أهل تنيخلف، وقال لهم: هذا أرسله لي فلان (...). والفاكهاني قال ان منع الغناء غير مجمع عليه (...) وابن العربي قال ان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم سمع بآلة، والآلة هي المزمار الذي عند أحمدّ. ونقل المواق ان ابن العربي قال ان الغناء غير حرام. ومِن عِلم ابّاه رضي الله تعالى عنه وأرضاه لما أخذ عليه إسلمُ ولد محمد بابه الورد نهاه عن سماع غناء الأجنبية ولم يمنع عليه سماع الآلة، قال: تركتها له (...). (...) فلا داعي للنهي عنه (أي الغناء)، لكن جماعتنا حفظهم الله قدموا درء المفسدة(...) وهي اجتماع الأجانب من الرجال والنساء (...). وهذا اختصار المسألة. وأحمدّ (ولد الميداح) ظريف لا يقال له إلا ما يقال للأماثل. والسلام على من اتبع الهدى".
تعليق:
النسخة غير مؤرخة، وغير موقعة، وتكاد لا تقرأ. لكن أهمية نقلها تكمن في إثارة النقاش الهادئ حول حرمة وحلية الغناء في الإسلام، وما هي حجج مناهضي الموسيقى من الفقهاء وما هي حجج مؤيديها؟ وما مكانة الغناء في بناء نفسيات الأمم؟ وهل وجدت حضارة بلا موسيقى؟ وهل للموسيقى علاقة بالهوية عموما؟...

من صفحة العملاقMed Vall Sidi Meila