لم يبق يحيى ولد عبد الدائم، منذ تعيينه على رأس وزارة المياه، مكتوف الأيدي. فبالإضافة إلى الملفات الساخنة التي ورثها، وخاصة مشكلة المياه التي تتردد دائما في جميع أنحاء البلاد، بما في ذلك في مدينة نواكشوط، يريد يحيى أيضا أن ينشط محليا.   

لقد ولد يحيى في مدينة گرو، التي تعرف على الدوام مشاكل التفرقة (خاصة خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة حيث كان مرشحو الاتحاد من أجل الجمهورية ضحية للتجاذبات السياسية المحلية)، وقد بدأ بالفعل بتمهيد الطريق ميدانيا. ففي مسائي الخميس والجمعة الماضيين، نظم إفطارين في منزله لحوالي مائة من المنتخبين والوجهاء والشخصيات المنحدرين من مدينتي گرو وباركيول. التقى الجميع حول المائدة لكسر الجفاء والتحدث إلى بعضهم البعض. لم يكن هناك تبادل للخطب ولكن فقط جو ودي وحميمي.  إنوزير المياه، الذي يعي أن الذي يوحد هذا الجمع أقوى مما يفرقهم، يريد أن يساعد على التجمع، دون محاولة الاستئثار بالثمار لنفسه.  ففي مدينة غالبا ما تطفو فيها الحساسيات على السطح، يعرف يحيى مسبقا أنه يتقدم على أرضية صعبة، ولكنه يريد على الأقل استحقاق جدارة المحاولة. ولا مؤشر يدل على أنه لن ينجح في تجاوز هذا التحدي. وعلى كل الحال، فإن الإشارات الأولى تحمل على التفاؤل.