وعد الرئيس الأميركي من جديد أمس باقتلاع تنظيم «داعش» من جذوره ، مشددا على ضرورة منع تسلل المتطرفين الإسلاميين إلى الولايات المتحدة.
.
وقال ترامب في كلمة أمام المؤتمر السنوي للمحافظين الأميركيين : «من خلال العمل التعاوني مع حلفائنا، سنقتلع هذا الشر (داعش) من جذوره».
وشدد الرئيس الأميركي على أن إدارته ستعمل على توفير الحماية اللازمة لحدودها الخارجية بغية منع الإرهابيين من التسلل إلى البلاد.
وذكّر ترامب بما تشهده المانيا والسويد وفرنسا من الهجمات الإرهابية وأزمة اللاجئين.
وقال : «علينا أن نكون أذكياء، ويجب ألا نسمح بوقوع مثل هذا الأمر لدينا».
وأعلن الرئيس الأميركي أن إدارته تعتزم طلب «ميزانية هائلة» لتحقيق «تحديث القوات المسلحة بالكامل».
وقال : «يجب ألا يجرؤ أحد على التشكيك في قدراتنا العسكرية من جديد»، مضيفا أنه يؤمن بالحفاظ على السلام بواسطة القوة.
يذكر أن ترامب وقع، نهاية كانون الثاني الماضي، مرسوما يقضي ببدء إعادة تنظيم القوات المسلحة الأميركية.
وقال ترامب: «سنبدأ ببناء الجدار قريبا جدا، في وقت أقرب من الموعد المحدد له.. سنطرد الأشرار من هنا»، دون الكشف عن التاريخ المحدد لتنفيذ المشروع الذي كان من أهم التزاماته خلال حملته الانتخابية.
وجدد ترامب انتقاداته للإعلام السائد في الولايات المتحدة، متهما إياه بفبركة الأخبار، وأشار إلى قناة «CNN» كمثال.
وقال : «أود أن يعرف الجميع أننا نحارب الأخبار الكاذبة. إنها كاذبة ومزيفة»، مؤكدا أن من ينشر تلك «الأخبار» عدو للشعب الأميركي.
وشدد على أنه لا يجوز لوسائل الإعلام اقتباس أقوال مصادر مجهولة ونشرها في تقاريرها.
وقال : «ليتحدثوا إلي وجها لوجه ! لا لمصادر غير مسماة!».
الخلافات بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب ومكتب التحقيقات الفيدرالي «EBI» مستمرة حول التسريبات التي تطال فريق عمل ترامب واطاحت بمستشار الامن القومي لترامب مايكل فلين بعد تسريب معلومات حول اتصالات مع روسيا. كما كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» عن حصول مكالمات هاتفية بين مستشاري ترامب اثناء الحملة الانتخابية ومسؤولين كبار في المخابرات الروسية وهذا ما نفاه الرئىس الاميركي.
ووجه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات حادة إلى مكتب التحقيقات الفيدرالي «FBI» واتهمه بالعجز عن العثور على الأشخاص المسؤولين عن تسريب المعلومات السرية لوسائل الإعلام.
وقال ترامب عبر تغريدة في تويتر: «إن مكتب التحقيقات الفيدرالي غير قادر على الإطلاق على وقف مسربي (أسرار) الأمن القومي والذين تغلغلوا في حكوماتنا لفترة طويلة. إنهم لا يستطعون حتى العثور على المسربين داخل مكتب التحقيقات الفيدرالي نفسه. وتتواصل عمليات تسريب المعلومات السرية إلى وسائل الإعلام، ما يمكن أن يكون له تأثير تدميري على الولايات المتحدة. إعثروا عليهم الآن!».
وكان الرئيس ترامب أعلن سابقا أن ظاهرة تسريب المعلومات السرية شكلت مشكلة في واشنطن خلال سنوات طويلة، داعيا صحيفة «نيويورك تايمز» ووسائل إعلام أميركية أخرى إلى تقديم الاعتذارات على نشر المزاعم، نقلا عن مصادر مجهولة، حول اتصالات بين أعضاء فريقه والاستخبارات الروسية في العام 2016 في خضم السباق الرئاسي في الولايات المتحدة.
ووصف ترامب التسريبات الإعلامية حول «الاتصالات المزعومة بالاستخبارات الروسية» بالجريمة.
وقد رفض مكتب التحقيقات الفدرالي الأميركي طلب البيت الأبيض إيقاف تسريب معلومات حول «علاقات مستشاري الرئيس الأميركي دونالد ترامب بروسيا».
كما رفض مكتب التحقيقات الفدرالي نفي صحة ما تم تسريبه حول علاقة ترامب بروسيا، وفق قناة «CNN».
وقد اعترف كبير موظفي البيت الأبيض، رينس بريباس، أنه تحدث مع مدير مكتب التحقيقات، جيمس كومي، وطلب منه إعلام الصحفيين بأن المعلومات المسربة لا أساس لها من الصحة.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد نقلت عن مسؤولين أميركيين، في وقت سابق، أن المكالمات الهاتفية كشفت عن اتصالات بين مستشاري ترامب، أثناء الحملة الانتخابية، ومسؤولين كبار في جهاز المخابرات الروسية العام الماضي.
وكان دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئيس الروسي، قد علق في وقت سابق على هذه الأنباء، قائلا إنها لا تستند إلى أية وقائع. وأوضح أن هذه الأنباء «مجرد أخبار صحفية، لا تستند إلى أية حقائق».
وقد أطاحت التسريبات التي يجري الحديث عنها بمايكل فلين، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي استقال نهاية الشهر الماضي بعد تسريب معلومات حول اتصالات مع روسيا.
واتهم فلين بمناقشة موضوع العقوبات الأميركية مع السفير الروسي في الولايات المتحدة قبيل تولي ترامب مهام الرئاسة.
على صعيد آخر، حين وصف دونالد ترامب الاتحاد الأوروبي بأنه «رائع» وقال إنه «يؤيده تماما» خشي بعض المسؤولين في بروكسل من أن تكون هذه العبارة مزحة في ظل ما أبداه الرئيس الأميركي من استخفاف بالتكتل.
وتناقضت التصريحات التي أدلى بها ترامب في مقابلة مع رويترز بشدة مع ما قاله الشهر الماضي حين وصف الاتحاد بأنه «أداة لألمانيا» ووصف انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بأنه «أمر رائع» وقال إنه يجب أن تحذو مزيد من الدول حذو بريطانيا وتخرج من الاتحاد.
سريعا عزا دبلوماسيون أوروبيون الفضل إلى مايك بنس نائب ترامب في إقناع الرئيس بمزايا الاتحاد بعد أن أقنعه هو نفسه مسؤولون كبار بالاتحاد الأوروبي اجتمع معهم في بروكسل في بداية الأسبوع.
وقال مسؤولون إنه ليس واضحا ما إذا كانت سياسات ترامب ستتفق مع اللهجة المؤيدة للاتحاد الأوروبي التي تحدث بها بنس أم النبرة التي تبناها المخطط الاستراتيجي بالبيت الأبيض ستيف بانون الذي انعكس تشككه إزاء الاتحاد في تصريحات ترامب السابقة.
وبينما كان بنس يستعد للسفر إلى أوروبا لطمأنة الحلفاء إلى أن ترامب يؤيد المعاهدة الدفاعية لحلف شمال الأطلسي ويريد التعاون معه فإن بانون قال لسفير ألمانيا الأسبوع الماضي إن واشنطن ستتعامل مع كل دولة على حدة وليس الاتحاد الأوروبي.
وفي مقابلة مع رويترز عبر ترامب عن رسالة تصالحية. حين سئل عما إذا كان يؤيد الاتحاد الأوروبي بوصفه كيانا يحكم القارة أجاب «بالطبع... أنا أؤيد الاتحاد الأوروبي تماما. أعتقد أنه رائع».
وقال مسؤول كبير بالاتحاد الأوروبي «واحد لبنس وصفر لبانون في نهاية الربع الأول».
وأضاف «هذه التصريحات تتعارض بوضوح مع ما كان يقوله بانون».ونرى بوادر براجماتية في واشنطن».
ويشير دبلوماسي كبير إلى أن الاتحاد يرى الآن «بعض المردود» لما قام به من توضيح لمخاوفه لبنس من خطر التخلي عن عقود من التشجيع الأميركي البناء لأوروبا على تشارك السيادة والموارد. لكن السؤال يظل: «هل سيقول ترامب الشيء نفسه غدا؟».
وعند سؤاله عن تصريحات ترامب الجديدة اكتفى متحدث باسم المفوضية الأوروبية بالقول إن الذراع التنفيذية للاتحاد قرأتها «باهتمام».
وقال مسؤولون أوروبيون إنهم تأكدوا أن بنس تلقى رسالة قوية من رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر خلال اجتماعين منفصلين معهما فحواها أن الاتحاد مفيد للولايات المتحدة.
وقال مسؤول بالاتحاد عن المحادثات مع توسك رئيس الوزراء البولندي السابق «من الواضح أن بنس فهم شيئا في الاجتماع.» وأشار المسؤول إلى أن توسك تحدث بأسلوب أكثر مباشرة من المعتاد خلال المحادثات.
وخلال مؤتمر صحفي وصف بنس «الاتحاد» مرارا بأنه شريك وهو ما يتناقض مع تصريحات سابقة عن زيارته الأوروبية ركز فيها على تعاون الولايات المتحدة مع «أوروبا».