المعارضة الموريتانية لاتستفيد أبدا من تجارب الماضى وهي تجارب أثبتت أن مقاطعتها لأي استحقاق انتخابي يقترحه النظام الذى تعارضه هي ورقة مجانية للنظام يستخدمها بسهولة لتمرير الاستحقاق المقترح والتحكم فى نتائجه
.
إن القواعد الشعبية عندنا ليست قواعد أحزاب ولا تيارات سياسية إنها قواعد لقادة الأحزاب حسب مكانتهم الاجتماعية وتاريخهم النضالي وسمعتهم ليس إلا وبهذا المعنى فإن المقاطعة تعنى عودة ناخبى المعارضة لجذورهم التربيعية تقليديا فبدلا من الالتفاف حول أحمد أوجميل أوبدر الدين أوصالح فإن ناخبيهم سيجدون أنفسهم محشورين فى زوايا الولاء للقبيلة والمشيخة والعشيرة والعرق بعيدا عن أية اعتبارات حزبية وتمنحهم المقاطعة فرصة للتحرر من الحرج الذى قديواجهونه عندما تصطدم خيارات أحزابهم بخياراتهم التقليدية
وبمقاطعة التكتل والمنتدى للاستفتاء المقترح فإن النظام سيجريه وسيمرره وفق النتيجة التى يختارها له وهما عبر هذا القرار يساعدان النظام فى الوصول للنتيجة التى يريدها دون عناء يذكر
متى يفهم رؤساء الأحزاب المعارضة القوية أن كل واحد منهم بمثابة "جماعة مفاتيح" تحتفظ بالمفاتيح على اختلاف أشكالها وأحجامها ومقاساتها وأهميتها وبمجرد أن يتم فتحها ينفرط عقد المفاتيح ويعود كل مفتاح ل"سربه"
ان معنى المقاطعة هو ببساطة أن " جماعة المفاتيح" انفتحت فجأة لتتفرق المفاتيح التى لاسبيل لإعادتها على الأقل بنفس الترتيب والتنسيق الذى كانت عليه
أعجب لحزب التكتل الذى طعن عدة مرات من الخلف وأقنع بمقاطعة لعدة استحقاقات ليملأخصومه فى المعارضة كل الفراغات التى تركها عبر المقاطعة
ألم يكن من المناسب المشاركة فى الإستفتاء ضمن معايير تضمن شفافيته محليا ودوليا وتوجيه الناخبين مثلا للتصويت ضد خيارات النظام
أم أن "المقعد الشاغر" يجب أن يظل كذلك..؟!!
عن الصفحة الشخصية للكاتب حبيب الله ولد احمد