دقة - حياد - موضوعية

هل ستختزِلون الآن تاريخ التصفيق في شخصٍ واحد؟

2016-11-25 05:44:27

هل ستختزِلون الآن تاريخ التصفيق في شخصٍ واحد؟ كم من لحية دُهِنت في هذا البلد؟ كلّهم يمجِّدُ ليبقى. ويطلُب ليتدرّج. حتّى المُنتخبون يحتفِظون بمناصِبهم بالتصفيق. البرلمان ليس غرفة تسجيل. وإنما قاعة تطبيل.

.

أنسيتُم ذلك الذي مزّقَ دراعته أمام وُلد الطايع وصارَ مستشاراً في سفارة اجنبية؟ أنسيتُم ذلك الذي تدحرج في مرجع الديكتاتور وصارَ عميداً في وزارة الثقافة؟ وذلك الذي أهدى مصحفاً أنّه "هدية متواضعة" لولد الطايع؟ وذلك الذي جاء لولد الطايع بموسوعة من 2000 صفحة قائلاً غنها من تأليف جدّ الرئيس؟ و"الدرجة لمن"؟ وذلك الذي صفّقَ بيديه ورجليه للجنرال عزيز؟ وتصفيقات "قصر المؤامرات" وتصفيقات "القمة" وتصفيقات "المأمورية الثالثة"؟ ومن سينسى رقصات عمدة كَرو؟ ومطالب التمليك؟ ووجهاء تكَانت ووجهاء آدرار؟ هل ستنسون أن جامعة نواكشوط، أعلى صرح أكاديمي بالبلد، نظّمت يوماً لشرح "خطاب رئيس الجمهورية"؟

أما عن ظاهرة "الطلبة": نصف الوظيفة العمومية يعيش على "الطّلبَة". الطالِبُ يُطلَب. والمطلوب يَطلِبْ. وهي ظاهرة مجتمعية مُقنّنة في كل العلاقات الاجتماعية وهي ضريبة عشائرية للناجحين والمشهورين وضريبة في السلم الاجتماعي. كلّهم يدفع ضريبة الطلبة وكلّهم يُمكِّسُ طلبةً للذي هو أعلى منه. والصراع في هذا البلد ليس بين برجوزازية وشغيلة وإنما يكاد يكون بين طلاّبين ومطلوبين. وتقريباً فإن كلّ موظّفٍ يطلب وكلّ موظِفٍ يُطلب.

عن صفحة الكاتب  ابو العباس ولد برهام

تابعونا على الشبكات الاجتماعية