دقة - حياد - موضوعية

واقع الصحة في عدل بكرو:الطبيب بعد الموت(تقرير مصور)

2016-11-01 21:28:10

يقع "عدل بكرو " في أقصى شرق الموريتاني وهو اكبر مركز إداري في البلاد ،سواء من حيث المساحة الجغرافية التي يمتد عليها ،والتي تضاعف مساحة المقاطعة الأم( امرج ) أربع مرات، أم من حيث تعداد السكان الذي يضاعف هو الآخر سكانها خمسة مرات ،وهو مركز حدودي حيوي نشط، ونقطة تجارية واقتصادية تعد الثالثة من نوعها وطنيا.

.

هذه الوضعية المتميزة لم تشفع لمدينة "عدل بكرو حيث ظلت تعاني العزلة والغياب التام لمختلف الخدمات الضرورية وخاصة في مجالي: التعليم ،والصحة التي سنركز عليها في هذا التحقيق:

ضعف المركز الصحي وافتقاره للوسائل

 وعيا منها بحجم المدينة الجغرافي والديمغرافي قررت السلطات تحويل طبيب عام إلي مركز عدل بكرو في سنة 2000 وقبل أمرج وهو إجراء مستحسن لكنه لم يترك اثرا يذكر  نظرا لسوء وضعية المركز الصحي الذي لا يتوفر على أي معدات او سائل وقد زرنا المركز في حدود الساعة العاشرة وكانت طوابير المرضى من العاجزين عن السفر إلي مالي او لالتحاق بعيادات السوق طويلة غير ان الطبيب الرئيسي لم يصل بعد. وانتقد احد زوار فضل عدم ذكره بالاسم هده الوضعية مؤكدا أن سيارة الإسعاف يستخدمها الطبيب لإغراضه الشخصية في شراء الدجاج ،وجلب اللبن، ورحلات الاستجمام كما انها كانت الوسيلة المستخدمة في الفضيحة التي عصفت أخيرا برئيس المركز الإداري، وفرقة الحرس العاملة معه بعد سطوهم على بعض الرعاة الماليين.

وقد حاولنا أخذ رأي الطبيب الرئيسي في المركز حول كل هذه المشاكل الاتهامات، لكنه رفض الحديث لنا متذرعا بضرورة الحصول على تصريح من جهات عليا للحديث معنا.

 الأدوية المزورة سيدة الموقف

 ليست الأدوية والعقاقير المستخدمة لعلاج المرضى هنا أفضل من غيرها من الأمور الطبية الأخرى حيث تنتشر أدوية مختبرZMC الصيني سيء الصيت في المركز الصحي وعيادات السوق ومختلف المراكز الصحية والنقاط الصحية ويتم تهريب الأدوية على مراحل تبدأ من إحدى الأسواق و في كوناكري ثم في سوق الإثنين بالنوارة لينتهي بها المطاف في صيدلية بعدل بكرو هي المزود الوحيد والموزع المعتمدله بالمنطقة.

 العلاج خارج الحدود

 يفضل اغلب المرضى من ذوى الدخل المرتفع والمتوسط اللجوء إلي عيادات السوق التي ينشط بها عدد من الممرضين المتقاعدين، وبعض العمال السابقين في صيدليات بالنعمة و نواكشوط،و أحيانا لا تربط العامل فيها بالصحة أية علاقة سوى كونه زوج ممرضة او قريب طبيب.

أما الحالات المستعجلة فيفضل اصحابها النقل إلي مشافي مدينتي: النوارة وباماكو الماليتين على العلاج في مستشفى النعمة متذرعين بضعف الخدمات ووعورة الطريق. إلي الحد الذي جعل مستشفى النوارة الملاذا الأول ولاخير للمرضى. ومن أكثر الأمراض المنتشرة في المدينة : الملاريا،تفيد، الالتهابات الصدرية. إلي جانب الحمى الخريفية.

 الأمل الخائب

كان الرئيس محمد ولد عبد العزيز قد أعطى خلال زيارته الأخيرة للمدينة إشارة انطلاق بناء مستشفى من الفئة(أ) كان من المقرر ان تكتمل الأشغال فيه بداية أكتوبر 2016 لكن مصادر قريبة من الشركة المقاولة تؤكد لصحيفة نواكشوط أن عملية التسليم قد تتأخر كثيرا لتطول معاناة سكان عدل بكرو ،وأناة مرضاهم في تصامم تام من سلطات بلدهم  يدفعهم إلي اللجوء لمستشفيات خارج الحدود هي ارحم بهم من وطنهم.

 

اعداد قسم التحقيقات بصحيفة نواكشوط

تابعونا على الشبكات الاجتماعية