تلك المدينة المطلة على المحيط الأطلسي، كانت قبل عشرات السنين مزدهرة تجاريا لاسيما إبان الاستعمار الإسباني (1884- 1975)، وعامرة بالناس، حيث بلغ عدد سكانها حينها 8 آلاف نسمة، وتحولت على مدار أكثر من أربعة عقود إلى ما يمكن وصفه بـ”مدينة الأشباح” بعد أن أصبحت خالية من سكانها الذين هجّرهم الجيش الموريتاني عقب بدء النزاع الثلاثي عليها بعد زوال الاحتلال، حيث آلت إدارتها إلى موريتانيا، فيما يعتبرها المغرب جزء من حدوده الجنوبية، أما جبهة “البوليساريو” فتعتبر المدينة “وديعة” لدى موريتانيا طبقا لاتفاقية الجزائر، الموقعة في 1979، وجزءا من الإقليم الذي تطلق عليه “الجمهورية العربية الصحراوية”، والذي تطالب بإدارته.
ومنذ ما يزيد قليلا على الـ 40 عاما الماضية، اضطر سكان المدينة إلى النزوح صوب مدينة “نواذيبو” في الداخل الموريتاني ومنها إلى مقاصد شتى، حيث تم إخلاء المدينة من السكان والتجار، قبل أن يتم إلحاق “لكويرة” إداريا بمحافظة “نواذيبو” الموريتانية في أغسطس/ آب 1979 بعد توقيع اتفاق السلام في الجزائر، والذي بموجبه خرجت موريتانيا من حرب الصحراء، في انتظار تسوية نهائية للقضية الصحراوية برمتها.
وسط اونلاين