دقة - حياد - موضوعية

احمد سالم ولد الببان يكتب عن الموسيقى

2016-01-14 19:25:42

إخواني أخواتي الكرام في أغلب الأحيان أكون متعطشا إلى علوم فن الموسيقي والتلحين ولكن مع الأسف كانت خبرتي في هذا المجال محدودة جدا جدا. وربما لا أكون نموذجا حسنا في هذا المجال ولكن غيرتي وخوفي علي جيل المستقبل من الأخطاء التي قد أكون من مرتكبيها والتي قد أرتكبها الكثير من الموسيقيين وبالخصوص الملحنين في معظم الأجيال أقوم بالتلخيص ما تعلمته عن هذا الموضوع

.

وما أفهمه أيضاً من قراءتي لبعض الكتب والمراجع الموسيقية. أسأل الله أن أوفق لإيصال ما أتعلمه وليعم العلم والنور على الجيل الموسيقي الصاعد. فكر كأنك موسيقار: ——- الموسيقى هي نوع من أنواع الفنون تتشكّل وتتكوّن باستخدام الوقت كخامة. تنتهي أي مقطوعة موسيقية بانتهاء آخر صدى من آخر نغمة تُعزف. هذا النوع من الفن يتطلّب تركيز المستمع طوال وقت العزف وإلا ستضيْع فرصة الاستماع. ولكن مهمتنا كموسيقيين أن نجذب انتباه الجمهور لعمل فني راقي يستحق التركيز. نستطيع أن نقول أن الموسيقى هي فن نحت الوقت. فنتخيل الثلاث دقائق أو الساعة من الوقت مثل قطعة الرخام التي تنتظر النحات لكي ينحتها فيوصِل فكرة أو يوصل مشاعر معينة يريد إيصالها. كأي نحات يحتاج لمعرفة أساليب و تقنيات خاصة لنحت الرخام ولإيصال ما تريد إيصاله من خلال المنحوتة الفنية. —————- نأتي هنا أن لكل مدرسة موسيقية أسلوبها الخاص فعلى سبيل المثال موسيقى الجاز أو الموسيقى الغربية الكلاسيكية أو الموسيقى العربية الكلاسيكية (المقامية) أو الموسيقي التقليدية الموريتانية ( الهول أو أزوان ) المزجية بين الموسيقي العربية والموسيقي الإفريقية . كل مدرسة تتميز وتتطلب مهارات وتقنيات معينة. على الموسيقي الجاد إدراكها لكي يستطيع أن يعبر بما يشعر من أحاسيس ومشاعر وأفكار. و بتحديد وإختيار المدرسة التي تريد التعبير بها ، لتسهل عليك عزيزي الموسيقي مسألة التعلم. فمثلاً تدرس الموشحات العربية أو سيمفونيات الغربية أو تتعمق في بحر الموسيقات الإفريقية أو الموسيقي الهندية ومهارات الخماسياتها والأدوار الموسيقية وبعض القصائد الملحنة لو أردت أن تتبنى المدرسة الكلاسيكية العربية أوغربية أو إفريقية أو الهندية . بإختصار النظريات الموسيقية وعالم الموسيقى واسع جداً فسنصرف كل اعمارنا لنتعلم فيها التقنيات و الاساليب المختلفة لجميع المدارس ولن نقوم بعمل شيء يذكر. لذلك نصيحتي هي اختيار المدرسة التي تتناسب مع ذوقك كفنان. ولذلك عليك أن تثق بذوقك كموسيقي لا ذوق الجمهور فقط. وهنا يحضرني ما قاله الموسيقار رياض السنباطي لإبنه الفنان أحمد السنباطي بخصوص التركيز على الموسيقى العربية أو الغربية. فقال: “ ياده، ياده.” وكان يقصد ان على الموسيقي التركيز على الموسيقى العربية أو الغربية. وهنا سنمضي العمر كاله لمعرفة أسرار هذه المدراس. ولهذا ندعوا للتركيز. * إذا أردنا الدمج بين أكثر من مدرسة لا مانع من ذلك ولاكن يشترط فهم عميق لكلا المدرستين. قد يقول البعض أن المدارس والاساليب الموسيقية تحدد من إبداع الموسيقي وتجعله يعمل بمحدودية وعدم حرية. و لاكن هل تعتقد أن شبكة لعبة التنس تعتبر عائقاً للاعبين؟ الاجابة لا. حيث أن هذه الشبكة تعتبر منظما لهذه اللعبة وأساس يبني عليه كل لاعب. كذلك المدارس والأساليب الموسيقية التي تعرف عند المختصين أو الناس تجعل عملك كمطور في الموسيقى واضحاً. لأنه معروف أن لكل مدرسة شكلها وخصائصها التي تمتاز بها. فعندما تضيف شيء جديد إلى هذه المدرسة تكون بمثابت براءة إختراع لك. فبإختصار اختيار مدرسة موسيقية لا يقلل من إبداع الموسيقي بل يجعله أكثر إدراكاً بصنعته الموسيقية من حيث ما صُنِع من قبل وما عليه أن يطور ويبتكر كفنان في هذه المدرسة. نختار بعد ذلك القالب الموسيقي الذي نريد التأليف أو التلحين به. هل هو سماعي او دولاب، هل هو تلحين قصيدة أو طقطوقة. أختيار القالب مهم لأعطاء الشكل المناسب للعمل الفني. بعد ذلك نحدد المقام او النغمة التي نريد إصال مشاعرنا من خلالها. فمثلاً مقام : (الراست) أو ( فاقو) عندنا, لِلَحن أو نشيد فرحي، مقام (الصبا) أو ( الين) عندنا لإيصال إحساس البكاء والحزن الشديد، وهكذا. ولهذا يجب عليك اختيار المقام اللذي يتطابق مع فكرتك. * مع كثرة سماع المعزوفات والأغاني العالمية قد لا تحتاج أن تفكر كثيراً بالمقام المناسب. فترى اللحن يولد من المقام المناسب بدون تفكير مسبق. لذلك ينصح بأن يكون للموسيقي مخزون ضخم من سماع الموشحات والأغاني والموسيقات من شتى البلدان.

 

 

يتواصل..

تابعونا على الشبكات الاجتماعية