يكافح مئات الآلاف من الموريتانيين لإطعام أنفسهم بعد أن أصبحوا ضحية لآثار تغير المناخ. ففي الوقت الذي تعاني فيه موريتانيا من جوع مزمن، قد تشهد البلاد انخفاضاً في توافر المواد الغذائية إلى أدنى مستوى له منذ عدة سنوات، إذا استمر الجفاف في تخريب المحاصيل والثروة الحيوانية وسبل العيش.
.وسيواجه ما يقدر بنحو 1.3 مليون شخص انعدام الأمن الغذائي هذا العام، وفقاً لأحدث تقييم أعده التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي المدعوم من قبل الأمم المتحدة. ومن بين هؤلاء، من المتوقع أن يقع ما يقرب من نصف مليون شخص في براثن انعدام الأمن الغذائي الحاد الشهر الجاري ويصبحوا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الغذائية دون مساعدة خارجية. كما سيعاني نحو 21,000 شخص من انعدام الأمن الغذائي الشديد، أو نضوب سبل عيشهم بالكامل تقريباً.
وقال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في موريتانيا يان سوفانتو، إن موريتانيا بلد يتأثر بتغير المناخ، فضلاً عن الصدمات المناخية المتكررة مثل الجفاف. وفي السنوات الأخيرة، حدثت صدمات متتالية أثرت بشكل خطير على الأمن الغذائي والتغذية في البلاد، وقد قوض هذا بشكل خاص قدرة السكان الأكثر عرضة للخطر على الصمود.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأسر لم تتعاف حتى الآن من جفاف عام 2012، الذي ترك أكثر من 800,000 شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية. وفي حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية «إيرين»، قال سوفانتو إن التقديرات الأخيرة تبين أن حالة الأمن الغذائي قد تفاقمت تدريجياً في موريتانيا منذ منتصف 2013، وأنها وصلت الآن إلى المستويات ذاتها التي بلغتها خلال جفاف 2012.
(اابرين)