دقة - حياد - موضوعية

موريتانيا: استعدادات وشد أحزمة لاستضافة القمة الافريقية الشهر المقبل

2018-06-04 06:31:54

نواكشوط – «القدس العربي»: تستعد موريتانيا، بعد استضافتها المشهورة للقمة العربية عام 2016، لاستضافة القمة الإفريقية الإحدى والثلاثين المقررة مستهل يوليو/تموز المقبل، بما يتطلبه ذلك من تحضيرات وشد للأحزمة، وبما تحمله هذه الاستضافة من تحديات.

.


وغرد وزير الخارجية الموريتاني أسلك ولد أحمد أمس على حسابه في تويتر مبشراً بأن «الرئيس محمد ولد عبد العزيز وقّع منذ أسبوع الدعوات الرسمية الموجهة إلى قادة إفريقيا لحضور الدورة الإحدى والثلاثين العادية للاتحاد الإفريقي على مستوى القمة»، في خطوة، اعتبرها الوزير، «ختامية للإجراءات المحضرة لهذا الحدث التاريخي الكبير في موريتانيا».
وقال: «سبق وأن زارت نواكشوط، خلال السنة الحالية، بعثتان تابعتان للجنة الاتحاد الإفريقي، للاطلاع عن كثب على مستوى التحضيرات اللوجستية لأول قمة إِفريقية في نواكشوط، واتسمت التقارير التي رفعتها مختلف اللجان الفرعية الإفريقية (حركة الطيران، الاستقبال، النقل، السكن، قصر القمة، الفعاليات الرسمية، النشاطات الثقافية، الإعلام، تخليد مئوية نلسون مانديلا، الأحداث الموازية …إلخ)، اتسمت كلها بالإيجابية، في تأكيد على مستوى التطور الذي عرفته موريتانيا خلال السنوات الأخيرة على أكثر من صعيد»، حسب تغريدة الوزير.
وأضاف ولد أحمد «لقد أكدت مبكراً عدة دول إِفريقية شقيقة حضورها على أعلى مستوى، كما أكدت جهات دولية وازنة نيتها مشاركة موريتانيا وإفريقيا هذا اللقاء القاري، الشيء الذي يقطع الشك باليقين في ما يتعلق بمستوى التمثيل الاستثنائي الذي ستحظى به قمة نواكشوط الإفريقية».
«
إنها حقا فرصة ثمينة لكي يثبت الموريتانيون لقارتنا وللعالم، يضيف الوزير، قدرتهم على وحدة الصف والانسجام عندما يتعلق الأمر بحدث يخدم الوطن، ماضيه وحاضره ومستقبله، وهي بالخصوص فرصة للتعريف بأصالة موريتانيا الحضارية وتقاليد الكرم وحسن الضيافة التي ورثها الموريتانيون عن أجدادهم، جيلاً بعد جيل، وهنا أود التأكيد على أهمية اعتبار ضيوف القمة، ضيوفا على كل موريتاني وموريتانية، الشيء الذي سيوفر الفرصة لكل واحد منا وواحدة للمساهمة في أبرز حدث في تاريخ موريتانيا منذ نشأتها، من منظور حجم المشاركة ونوعيتها».
وقال: «من المهم أن يشعر ضيوف قمة نواكشوط الإفريقية بالترحيب والتقدير في حركة المرور وداخل الفنادق والمطاعم والأسواق وأينما حلوا، خدمة لسيادة موريتانيا وسمعتها وكرامة أهلها ومصالحهم الحيوية».
وخارج التحديات المتعلقة باستقبال الوفود وحسن إدارة المؤتمر، فإن موريتانيا ستواجه خلال القمة المقبلة تحدياً كبيراً، يتمثل في وضع حيادها في قضية الصحراء الغربية على المحك، حيث يتزامن عقد القمة الإفريقية المقبلة مع سخونة يشهدها منذ فترة ملف الصحراء الغربية على المستوى الميداني حيث يوجد وقف إطلاق النار بين المغرب والبوليساريو مهدداً على أكثر من صعيد، وعلى المستوى الديبلوماسي حيث بدأت الحكومتان المغربية والصحراوية حملات دبلوماسية استعداداً لقمة نواكشوط.
وقد وقّع الرئيس محمد ولد عبد العزيز رسميا الدعوة الموجهة لملك المغرب محمد السادس، للمشاركة في القمة وينتظر الطرف الموريتاني جواب العاهل المغربي على تلك الدعوة.
وتؤكد صحيفة «زهرة شنقيط» الإخبارية المستقلة «أنه بالرغم من أن القمة تحظى بأهمية بالغة، ومن أن العلاقات الموريتانية – المغربية، نظرياً، عادت إلى مجاريها، إلا أن تلبية الملك محمد السادس لدعوة الرئيس تظل محل شك، بحكم عزوف الرجل عن القمم، ونظرته للمواقف الموريتانية من القضية الصحراوية بقدر كبير من الريبة، ناهيك عن التوتر الذي عاشته المنطقة خلال السنوات الأخيرة، بفعل النظرة الاستعلائية للرجل ونظام حكمه، ورفض نواكشوط للابتزاز أو المعاملة بصورة غير لائقة».
«
وتعتبر زيارة الملك، تضيف الصحيفة، في حالة تلبيته الدعوة، أول زيارة لموريتانيا منذ وصول الرئيس محمد ولد عبد العزيز للسلطة سنة 2008 في انقلاب عسكري، وربما تكون أيضا آخر دعوة توجه للملك الرافض لزيارة الدولة الموريتانية بحكم بعض المواقف السياسية غير المريحة له، والعمل من أجل تمرير المرحلة في انتظار وصول رئيس آخر قد يمهد لعلاقة من نوع جديد مع الرباط، أو اقتناع حكام الرباط بأن السياسية الموريتانية ماضية في طريقها المرسوم حاليا، وبالتالي فإن عليهم التكيف مع الظروف المستجدة بالساحل والصحراء».
ويظل تعامل المملكة المغربية مع الموفد المحتمل للرئيس الموريتاني أبرز عنوان للمرحلة المقبلة، فتوقيت استقبال حامل الرسالة وشكل استقبال الوزير المكلف بالمهمة، سيعكس حجم التجاوب، ومنه قد تقرأ المواقف قبل موعد القمة المقررة مطلع يوليو 2018 بالعاصمة نواكشوط.
وبينما تتفاعل الأمور على هذا الصعيد، يواصل الرئيس الصحراوي أربعة أسابيع قبل قمة نواكشوط، جولته في دول جنوب القارة الإفريقية حيث وصل إلى جوهانسبرغ بعد زيارة لكل من ناميبيا واللوزوتو.
وتؤكد المصادر الصحراوية المقربة من الجولة «أن الرئيس الصحراوي المصحوب بوزير خارجيته محمد سالم ولد السالك، يقوم عبر هذه الزيارات بتعبئة حلفاء القضية الصحراوية للدفاع عنها خلال القمة المنتظرة، ولمواجهة ما ستقوم به المغرب من تحركات لترسيخ وجودها داخل الاتحاد والتضييق على الصحراويين الذين استفادوا وخلا لهم الجو طيلة 32 عاما منذ انسحاب المملكة المغربية من المنظمة القارية عام 1984».

تابعونا على الشبكات الاجتماعية