بين المُحيطِ والشريطْ …/عزالدين بن ڭراي بن أحمد يورَ
بعد العصر من يوم سبتٍ ماضٍ خرجت كالعادة لكي أكسر رَتابة الأسبوع وأستعيد نفسا أبدأ به أسبوعا جديدا … وقع اختياري هذه المرة على الكورنيش الرباطي فتحركت صوبه … عند خروجي فتحتُ قرصا تناثرت فيه مقطوعات وملوَّنات مما أنتجه شعراء وفنانو هذا الوطن … اختار لي القرص من بين محتوياته شريطا من المرحومة “محجوبَ” بنت الميداح … تفاءلت بذلك وتمثل الحال قولهم: “اللهم اجعل صديقنا في طريقنا” … ظل الفكر خلال سيري على الطريق الساحلي طوراً يصحب الأذن وهي تستمع لأنغام وألحان حالمة تُرجعني لبداية الثمانينات من القرن الماضي حيث كنت أتخيل -وما زال بعض ذاك الخيال يرافقني- أن المرحومة محجوبَ تغني بمفردها زوالا في غرفة فسيحة عالية السقف بدار إحدى الأسر ذات الأصول السنغالية أو النهرية القاطنة بانسجام في مدينة المذرذرة … تُحيل في ذهني عناصر ذاك التخيل -الذي لا أعرف سببه – إلى شيئ مألوف ووِدي أو على الأدق “تيفلاشٍ” فلم أجد في الفصحى كلمة تحمل من الشحنة الدلالية ما تحمله تلك الكلمة المعبرة … وتارةً يجعل الفكر من العين رفيقا وهي تُوغل بالنظر في ذلك المحيط الأزرق الممتد في الأفق امتداد الآزال والآباد … غنت محجوبَ أبياتاً من همزية البوصيري في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم كانت مناسبة في ذلك الشهر الأغر والسياق المشحون …