بحكم العلاقة المتميزة الضاربة فى القدم والتى تشهدُ عليها أحياء لوضه وسندونه وتنچگين واندرتوت وگوخمباي ظلت تمجيدة "چنگ" ماركة مسجلة فى سِجِلِّ تاريخ سينلوى الحافل بقصص الدعوة والصلاح والجود والأدب والشجاعة والمروءة ومكارم الأخلاق ،

فعلى مدى ستة عقود من الزمن حافظَ فقيدنا الأديب الراوية الرجل الصالح أحبيب ولد أحميد على لمعان بريق لقب چنگ في اندر ودكار حيث ارتبط به اللقب فهم ينادونه هناك "مام لحبيب چنگ" ..

وصل احبيب إلى سينلوي أول مرة في العام 1958

وكانت آخر غَيبة له إلى اندر في العام 2018 ،

ستون عاما من البذل والعطاء والانسجام الثقافي والروحي بينه مع معارفه من أهل اندر ، كرّس احبيب من خلالها تواصل التلاقي الحضاري والثقافي والروحي بين ضفتي نهر السنغال ..

في الفترة الذهبية ماقبل أحداث 89 وفي بتيك الميرية واصل نهج سلفه الصالح في الأخذ بالأسباب مع الحفاظ على المروءة والقيم الإكيدية وله في ذلك سر كبير

يقول الأديب أحمد ولد عابدين ولد هدار في أولاد احميد :

تعطي خيمه للشكر أفراد ÷ وتعود الستره مشتركه

فللي يعطـو يكون اولاد ÷ احميــد يعطــو بلبركه

كما قال عمه سيديا ولد هدار فى أبناء أحميد الكبار أحمد ومحمد :

وخيرت اللي ما تُعمًل ÷ يكون ف جيد وفـجيـّد

بولاد احميد مُحمّـل ÷لحميّد واحمد لحميـًـد ،

بعد الأحداث بأربع سنوات رجع احبيب إلى اندر واختار هذه المرة محلا في "كِر لالّ كَي إسحاقَ" أحد أشهر منازل أهل اندر في لوضه ويحمل إرثا تاريخيا كبيرا في الذاكرة الجمعية لدوم اندر ،

سيكون لهاذ المحل شأن كبير بعد ذلك ..

نهاية العام 1998 زرت السنغال لأول مرة مررت باندر واتجهت إلى دكار وبعد ايام رجعت إلى اندر ولقيت المرحوم احبيب وصل بعدي من لخيام فاستقبلني ببشر وترحاب وسألني مع ابتسامة عريضة

افلان شفت دكار ؟ فأجبته شفتُ بعد ولا ايفش ههه

فقال لي غزيت وأنشدني طلعته المشهورة :

هذ من ش زين افدكار :: فيه احور لبصار ادار

زينَ واظّو اللّ يحمار :: ايخظار ايّل كان الوتّات

توكف عن لخراتْ ؤ طيّارْ :: نازل زين أو واحد مفات

إنزِل زين أزين الّ بين :: الرئاسة و السفارات

هذا عنُّ نختير إلين :: اتفگدتْ ؤُ لاه تفتات

شوف أفّام الحاس لثنين :: ذاك الحي ؤ ذاك اللّ مات

كان بتيك أحبيب في اندر أكثر من مجرد بتيك كان سفارة أهل إكيدي في اندر مسكن واسع وضيافة فاخرة ومجالس علمية وأدبية نادرة ،

مع الكثير من طلاقة الوجه والبشر والترحاب والكرم والإحسان ،

كنا نسمر مع احبيب ساعات الليل وهو يروي لنا مالذّ وطاب من تاريخٍ وأدبٍ كان شاهدا عليه ومشاركا فيه مع ما أدركه وبقي في ذاكرته من شيم الزوايا وحكايات أهل إكيدي وأنساب أخيام أهل اندر لكبرات فى مجلسٍ شيّقٍ وممتع ..

كان آخر ماسمعته منه في تلك المجالس گافين للأديب المرحوم أبيه ولد انگذي يمدحُ بهما عُصورٙ أولاد صمبٙ واولاد دٙمبٙ وادناگير

يقول أبّيه :

وخيرت جودها فات بٙمبٙ ÷ وخيرت مقامها المقام لكبير

بولاد صمبٙ وٙوْلادْ دمبٙ ÷ ؤيانّاسْ وخيرت بادناگــيـر

ويقول أيضا فيهم :

هذو لعصور الِّ من تٙــــل ÷ إجــو لِـنْدٙرْ الِّ شـــاعُ

ماشاء الله أصباع اعسل÷ مايعرف بينات أصباعُ

أخذ احبيب ورد الطريقة القادرية على يد جدنا الشريف الشيخ أحمد محمود ولد إدّن وقد شاهد منه الكثير والكثير مما لايسع ذكره في هذا المقام ، ولطالما حدّثنا احبيب بإعجاب كبير ومحبة صادقة عن تواضع أحمد محمود وأدبه الجم ونكرانه لذاته مع ما حباه الله به من الفضل والشرف والاستقامة والصلاح ،

كان احبيب من أدباء عصر مالي ورموزه الكبار ، كنت في صغري أحضر مجالسه مع الوالد ولم أر أحدا يُضحكه أكثر مما يُضحكه احبيب وهما يسرحان في حديثهما الخاص المشفر بالألغاز والإحالات ..

تغمدهم الله بواسع رحمته وأسكنهم فسيح جناته ،

تعازي الخالصة لأمي في الرضاعة الوالدة عيش وللأبناء الأدباء الألباء والبنات الكريمات وللأهل جميعا

وأخص خليلي ورفيق دربي محمدن بما خصني به الأستاذ محمد صالح ولد امحمد في موقف سابق :

أ محمدٌ ذا الحمل حملك فاحفظن :: عهدا تأصل ما هفا أو خابا...

رحم الله السلف وبارك في الخلف