دقة - حياد - موضوعية

قناعاتي بخصوص فيروس كورونا

2020-05-16 22:10:02

ردًا على ألئك الذين يتهمونني بالإفراط في نشر التفاؤل في موضوع كورونا

.

قناعتي الأولى أن فيروس كورونا ينطوي على مستوى من الخطر لاسيما لذوي المناعة الهشة إذ لولا ذلك لما تعطل العالم أجمع بسببه، لكنه ليس خطيرًا إلى الحد الذي ينقله الإعلام وأنا إعلامي أستطيع قياس مدى حجم التهويل الذي يرافق هذا الوباء. وهو تهويل يقوم به كل طرف لخدمة أجندته الخاصة، وليس خطيرا خطرًا يستوجب قطع أرزاق الناس وتعطيل مصالحهم، فالدفع بالاقتصاد للانهيار وخلق التوترات الاجتماعية عواقبه أخطر عند جميع ذوي النباهة من عواقب انتشار كورونا وهذه حقيقة باتت الآن محل إجماع من العالم الذي يحاول أن يوازن بين ما تمليه الصحة وما يقتضيه الاقتصاد، وسط جدل فلسفي متصاعد مقتضاه: "هل نصح لنحيى أو نحيى لنصح"..

قناعتي الثانية أن كورونا أحد الأمراض التنفسية التي تنشط في الشتاء وتخمل في الصيف ولم يسبق لأوبئتها تاريخيا أن انتشرت في بلادنا في هذه الفترة فانتشاره في رأيي لن يكون واسعا حتى لو لم نتخذ أي إجراء مع أني مع التزام بجميع الإجراءات الوقائية التي تأمر بها السلطات حتى نحجم الأضرار ونسرع وتيرة القضاء على الفيروس، وكنت دائما أطالب بإحكام إغلاق الحدود ومنع التسلل خشية وقوع ما وقع مما لا يمكن أن يكون له سبب إلا التسلل أو شاحنات البضائع.

قناعتي الثالثة أن الفيروس أضعف بلا شك في بلادنا في هذه الفترة بالذات منه في البلدان الأوروبية والأمريكية التي كانت الإصابة الواحدة فيه تعدي المئات فجميع إصابات بلدنا كانت عدوى مخالطيها محدودة، الأولى لم تعد أحدا، والثانية لم تعد أحدا، والثالثة أعدت شخصًا واحدًا، والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة لم تعد أحدا، والتاسعة والعاشرة كلاهما أعدت مجموعة لا تتجاوز رؤوس الأصابع، وليس من المستحيل أن يظهر أفراد أو مجموعات صغيرة هنا وهناك لكني لا أتوقع أن تخرج عن السيطرة أبدا..

قناعتي الرابعة أن موريتانيا واجهت أوبئة تنفسية خلال الشتاء الماضي شبيهة بوباء كورونا كنت شخصيا ضحيتها، وكان من المستحسن أن تقوم السلطات الصحية بإجراء تحاليل بحث عن الأجسام المضادة لمن أصيبوا في تلك الفترة لمعرفة هل يتعلق الأمر بكورونا أو بفيروس آخر، وهل يفيد في المناعة من كورونا أم لا، لأن هناك نقاشا صحيا آخر مهما هو: إذ كان كورونا سيستمر أو يستجد في الشتاء القادم فأيهما سيكون الأفضل: الدول التي اجتاحها واكتسبت منه مناعة القطيع أو الدول التي نجحت في منع انتشاره ويتحتم عليها أن تستعد لخوض الحرب ضده من جديد؟

كل دولة الآن تفكر في ما تتعايش به مع الفيروس بطريقة لا تدمر به اقتصادها، وهذه هي قناعتي وهي حافزي على الوقوف ضد إغلاق الأسواق وإنهاك الاقتصاد وتجويع الفقراء ومنع العالقين من العودة، لكني لست ضد نشر ثقافة الكمامات أو التلثم وثقافة التباعد الاجتماعي وتعقيم الأيدي للحد من انتشار الفيروس.. كل ما أناضل من أجله هو عن "ما تيبس التاديت ولا ايموت العجل". لا غير...

الحسين ولد محنض

تابعونا على الشبكات الاجتماعية