استشراف للعهد السنغالي الجديد/محمدن ولد عبد الله
عشية تسلمه لمقاليد الحكم صباح الثلاثاء القادم في ثالث تناوب ديمقراطي على السلطة بدأ الرئيس بشيرو چوماي چخار افّاي في رسم خطط تنفيذ برنامجه الانتخابي على الميدان وعلى أرض الواقع معتزلا مع معاونيه ورجال ثقته في فندق أزلاي الهادئ المطل على الكورنيش الغربي لدكار، بعيدا عن ضوضاء الحملة الانتخابية والتخندق السياسي والتموقع الحزبي، فبعد زيارته لقصر بلاتو وجولاته في غرفه ومكاتبه وقاعاته وحدائقه وبعد كسر حاجز اللقاء المباشر مع الرئيس ماكي صال بدات ملامح العهد الجديد تتضح شيئا فشيئا، وسائل إعلام فرنسية من بينها لوموند تناولت معلومات تفيد بأن الرئيس المنتخب لن يلجأ إلى إحداث أي تغيير جذري أو سن قوانين جديدة بما فيها ذلك فك الارتباط مع الإفرنك الأفريقي ومراجعة اتفاقيات الغاز قبل الدعوة إلى انتخابات تشريعية سابقة لأوانها لضمان الحصول على أغلبية مريحة له في الجمعية الوطنية لتمرير تلك القوانين والتي لاتمكن الدعوة لها بشكل قانوني الا ما بعد يوليو المقبل، أسئلة كثيرة تدور حول علاقة بشير وسونكو وكيفية إدارتهما للحكم فبشير هو المنتخب شرعيا وسونكو هو من رشّح بشير ورئيس حزبه وتحالفه الذي لولاه لما وصل للحكم، هناك عدة سيناريوهات حول هذا الموضوع منها ما صرّح به بشير سابقا قبل الانتخابات وهو تقليص صلاحيات الرئيس مقابل دعم صلاحيات الوزير الأول مما يوحي بتولي عثمان سونكو رئاسة الوزراء في العهد الجديد، السيناريو الثاني إنشاء منصب نائب الرئيس ليتقلده سونكو وبعد ذلك يمكن لبشير الاستقالة تحت اي غطاء او عذر بعدها مباشرة يكون سونكو هو الرئيس، السيناريو الثالث يتمسك بشيرو بصلاحياته كرئيس شرعي منتخب ويتعامل على اساس ذلك في وجه طموحات زعيمه السابق وتبدأ الخلافات التي سيتأثر بها النظام وتعصف بتحالفه القائم ويكون ضحية لنفسه في أول مأمورية له في السنغال أو يكون ذلك عنصر قوة ونفوذ للرئيس المنتخب وتجتمع حوله شعبية تحالفه وهو أمر مستبعد لقوة الحاضنة التي يتمتع بها الزعيم سونكو في اوساط الشباب السنغالي