لم تكن المرحومة مريم بنت يعقوب ولد جدو مجرد أم لأبناء ابن عمتنا، رجل الدين والمروءة، أحمد (بمبله) ولد سيدي محمد ولد محمد شنوف، بل كانت أماً لكل ضعيف، وكل ملهوف، وكل سائل، وكل محروم.

كانت المرحومة مريم على درجة عالية من حسن الخلق والرفعة والامتثال والاجتناب وحب الخير للناس والابتعاد عن مظان السوء والحقد والملاسنات وأمراض القلوب. لقد كانت امرأة صالحة تقية، طيبة المنبت، نقية العِرض، صادقة وطاهرة بكل معنى الكلمة.

اليوم، تغادر دنيانا فجأة، تاركة أثرا طيبا، وذكرا حسنا، وأبناءً حباهم الله بحسن الخلق والكياسة وتوطئة الأكناف.. فاللهَ نسأل أن يغمرها بعفوه ويتغمدها بواسع رحمته "مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين"، وأن يبدلها دارا خيرا من دارها وأهلا خيرا من أهلها، ويلهم ذويها الصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

محمد فال ولد سيدي ميله