تشن السلطات الموريتانية حملةً صامتة في نواكشوط لاستعادة الساحات والقِطع الأرضية العامة المحتلَّة بطرق غير قانونية، ففي أغسطس الماضي استعادت قِطعاً أرضية في مقاطعتي «القصر» و«تفرغ زينة» بالعاصمة، وانطلقت أشغال لبناء ساحتين فيهما، وقبل أسبوع استُعِيدت ثلاث ساحات أخرى، فعسى أن يكون ذلك بداية لسياسة عمرانية رشيدة تُنقِذ المدينة المختنقة.
الساحات العامة بالنسبة للمدن كالرئات التي يتنفس بها البشر، ومدينة نواكشوط شهدت غارةً شاملة على الساحات العامة، لا سيما منذ منتصف ثمانينيات القرن العشرين، وكان المسؤولون ورجال الأعمال والوُجهاء وراء تلك الغارة للاستحواذ على القطع الأرضية الثمينة.
أهمية الساحات العامة للمدن معروفة قديماً، فكان البابليون والمصريون والإغريق والرومان يُنشئونها في مدنهم، بل إن التعلُّق بالساحات والحدائق العامة المفتوحة غريزة بشرية لأنها جزء من الطبيعة. وفي عصرنا نجد ساحات وميادين كثيرة كـ«تيانانمين» ببكين، و«ترافالغار» بلندن، و«الساحة الحمراء» بموسكو، و«ميدان التايمز» بنيويورك، و«ميدان التحرير» بالقاهرة، و«ساحة الشهداء» بالجزائر، و«حديقة العاصمة» بأبوظبي، و«ساحة الوصل» بدبي، التي ستستضيف إكسبو 2020 دبي في فاتح أكتوبر المقبل، و«ساحة الحرية» بنواكشوط، التي بُنِيَت منذ سنوات قُبَالة القصر الرئاسي كرئة تتنفَّس بها المدينة
محمد محمد علي