نريدها زيارة للاطلاع على هموم الساكنة ومعوقات التنمية في هذه المدينة و المشاكل البنيوية الملحة دون أن تحجب جحافل القادمين من انواكشوط _ من" الاطر " والفاعلين السياسين  والمفعول بهم من غير السياسين _  رؤية الرئيس عن الاطلاع على حقيقة الأشياء و واقعها ، ليتمكن من التشخيص الدقيق لكل الاختلالات التي تتطلب التدخل والمبادرة بالحلول الفورية، وتلك التي تعالج على المدى المتوسط والبعيد.

ونتمنى النجاح لهذه الزيارة التي جائت لاطلاق الحملة الزراعية بأن تكون بداية فعلية لنهضة زراعية حقيقية تحقق الاكتفاء الذاتي من الأرز والخضروات، فمن غير المقبول ان يظل قطاع الزراعة في الحضيض رغم تدفق التمويلات خلال عقود من الزمن، فالاكتفاء الذاتي من مادتي الأرز والخضروات ليس طموحا مشروعا فحسب ، بل ضرورة استراتيجية، وهدف سيادي، وتحقيقه يعتبر انجازا اقتصاديا وسياسيا عظيما.

كما أنه ليس مستحيلا اسطوريا صعب المنال، فالكثير من الدول السائرة في طريق النمو حققت انتقالا نوعيا  ونهضة حقيقية في القطاع الزراعي ونحن لدينا الأراضي الشاسعة الصالحة للاستغلال والموارد المائية و الخبرة الفنية ما نحتاجه هو السياسات الحكيمة والصارمة والتي نتمنى ان تكون هذه الزيارة بداية لها و فاتحة خير للنهوض بهذا القطاع.

ان تجربة العالم مع جائحة كورونا وشلل النقل و حركة البضائع بين الدول ، وكذلك تجربتا  مع  ازمة معبر الكركرات، تكفي للجزم بأن الاستقلال الغذائي اصبح ضرورة لا تحتمل التأخير، وركنا جوهريا لا تكتمل السيادة من دونه، فبقدر ما تساهم  زيارة رئيس الجمهورية في تحقيق هذا الهدف النيل يكون حجم نجاحها. .

من صحفحة الأستاذ احمد سالم ولد بوبكر