دقة - حياد - موضوعية

ذكرى رحيل من لنا ان نفتخر به وبموروثه الثقافي، الدكتور المرحوم جمال ول الحسن:

2021-05-18 03:18:28

غاب عنا جسده وغابت ابتسامته المعهودة، وبقيت ذكرياته الجميلة التي لا تخلو من مواقق جميلة و من مداعبات هادفة ومن محاضرات يصعب التغيب عنها و يصعب الاقلاع عن سماعها و يصعب استعاب محتواها الا على فترات ليست بقليلة، هذه المحاضرات التي بالرجوع اليها حاليا، تحل اشكاليات ثقافية او لغوية متجددة

.

.

فعلا وجدان الدكتور جمال رحمه الله مازال يعيش بيننا و ننهل حتي الآن من غزارة المعلومات الواردة في معظم محاضراته، و المستمع لهذه المحاضرات يجدها تلامس الواقع الحالي، فمعظم هذه المحاضرات و خصوصا الجوانب التاريخية نعيشها الآن. فمثلا سمعت المرحوم جمال يتكلم في احدى هذه المحاضرات ، عن ارتباط المورياتي بارضه ويصف هذا الارتباط بارتباط بطبيعة الارض و البادية اي البكاء على الاطلال، بعيدا عن المواطنة الحقيقية التي هي صفة حضارية ضرورية لبناء الاوطان وازدهارها، هذه المحاضرة كانت 1983،  - ونحن نرى موريتانيا اليوم كما يقال ارض الكبلة  خذ خيرها ولو حراما ولا تجعلها وطنا-. 

وقد نبه الدكتور جمال على هذا الاختلال البنيوي المرتبط بالعقلية البدوية للموريتاني. فالموريتاني لما يكون في الخارج تجده يتبكى على اطلالها وعلى حرها، ولما تجده في مكتبه تجده يتفنن في هدم كيانها ماديا و سياسيا، فاول كلمة تسمعها عند المثقف " هذه ما هي ادويلة" وهو يهدمها ليل نهار و يزيد الهوة بين شرائحها.

رحم الله جمال عصره.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية