دقة - حياد - موضوعية

ما الذي قد يحمي نصف البشر من أخطار عدوى فيروس كورونا؟

2020-07-02 23:12:27

يختلف تفاعل الجسم مع الأمراض المعدية مثل عدوى فيروس كورونا بين شخص وآخر، فما العوامل التي تؤثر على هذا الاختلاف؟

.

وحول هذا الموضوع كان موقعbiorxiv.org قد نشر مقالا في مارس الفائت تحدث فيه عن نتائج توصل إليها باحثون هولنديون تشير إلى أن أجسام بعض الناس يمكن أن تكون محصنة ضد عدوى فيروس كورونا حتى و إن لم يسبق لهم أن أصيبوا بهذا المرض من قبل، وذلك بفضل بعض "الأجسام المضادة" ، وبعد شهر تقريبا عادت مجلةNature الشهيرة وتحدثت عن تلك النتائج.

وأثناء الأبحاث للتوصل لهذه النتائج قام الباحثون بإجراء اختبارات على بعض "الأجسام المضادة" الحيوية البشرية من نوع 47D11، والتي تم تشكلها عند البعض نتيجة العدوى بـSARS-CoV الشبيه بفيروس كورونا الحالي، وبعد حقن هذه الأجسام في أجساد بعض المصابين بعدوى فيروسية لوحظ أن هذه الأجسام تمكنت من التعامل مع الفيروسات والقضاء عليها، لذا "افترض الباحثون أن مثل هذه الأجسام يمكن  أن تحمي البعض من المرض، أو تساعد أجسام المرضى في التعامل الفيروسات".

 

وكان فريق دولي من العلماء بقيادة عالم الفيروسات السويسري، دورا بينت، قد توصل إلى اكتشاف مشابه بعد أن عثر في دم مريض أصيب عام 2003 بعدوى "سارس" على 25 "جسم مضاد"، وتبين لهم أن أحد هذه الأجسام كان قادرا على التعامل مع فيروس كورونا المستجد، ومنعه من دخول الخلايا والانتشار في الجسم.

ومن جهة اخرى كان باحثون ألمان قد توصلوا لنتائج تشير إلى أن "الأجسام المضادة لا تحمي الجسم من عدوى فيروس كورونا المستجد، وإنما تحميه الخلايا التائية اللمفاوية".

واتضح لهم "أن الخلايا التائية في أجسام البعض قادرة على التفاعل بشكل مناسب مع فيروسSARS-CoV-2 المسبب لعدوىCOVID-19، لذا فإن هذا النوع من الناس قد يصابون بهذا المرض دون أن تظهر عليهم الأعراض".

ومنذ مدة أيضا قام باحثون من الولايات المتحدة بدراسة عينات من دم أشخاص تم جمعها ما بين عامي 2015 و2018، أي في الفترة التي لم تكن فيها عدوىCOVID-19 معروفة بعد، وتبين لهم أن جميع العينات تقريبا تحوي علامات مناعة خلوية محددة، تشبه تلك التي تظهر عند المصابين بفيروس كورونا المستجد.

والحديث يدور هنا عن نوعين من الخلايا التائية المناعية، خلاياCD8 وخلاياCD4، النوع الأول يتعرف على الخلايا المصابة بالفيروسات ويدمرها بمفرده أو بالاستعانة بالخلايا من النوع الثاني، أما النوع الثانيCD4 فيساهم في زيادة عدد الخلايا التائية في الجسم ويعزز استجابتها في التفاعل مع مسببات الأمراض.

وأثناء الأبحاث تبين للقائمين عليها أن نصف العينات التي جمعوها تقريبا كانت تحتوي على خلاياCD4، والتي اكتشفت في أجسام المرضى الذين أصيبوا بعدوى  COVID-19 أيضا، وتبين لهم أيضا أن 20 % من العينات المجموعة كانت تحوي خلاياCD8 التي أكتشفت عند نحو 70% من الذين أصيبوا بعدوىCOVID-19، وذلك يدل وفقا للخبراء على "أن نصف الناس تقريبا يملكون مناعة ضد عدوى فيروس كورونا المستجد".

كما أظهرت دراسات إضافية على عينات الدم التي جمعت ما بين عامي 2013 و2015 وجود أجسام مضادة مخصصة للتعامل مع نوعين من الفيروسات التاجية هماHcoV-OC43 وHcoV-NL63، وأن  بعض أصحاب هذه العينات تكونت لديهم مناعة في التعامل مع عدوى فيروس كورونا المستجد، وهذا ما قد يفسر إصابة البعض بالعدوى الجديدة دون أن تظهر لديهم أعراض المرض.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية