دقة - حياد - موضوعية

روح اعلي/ أحمد ولد الشيخ

2017-05-17 00:02:49

إن العسكري الذي قاد تغيير النظام عام 2005 في ظل ظروف يعرفها الجميع، وترأس مرحلة انتقالية مدتها سنتين قبل تسليم السلطة طواعية إلى رئيس مدني، وهو الرجل الذي يناضل منذ عام 2008، وحده أو مع المعارضة، ضد الانحراف بالديمقراطية التي وضعها على الطريق الصحيح في عام 2007، قد اختفى فجأة، يوم الجمعة 5 مايو، مخلفا فراغا كبيرا. ويقال في كثير من الأحيان، وبحق، بأننا لا ندرك قيمة الرجال إلا بعد رحيلهم.

.

ولم يكن اعلى استثناء من هذه القاعدة. كان معارضا مهابا ومحترما ترك اسما وهالة. ويتميز على وجه الخصوص بشجاعة لا نظير لها إلى درجة أن النظام الحالي كان يخشاه قبل كل شيء. كان يحضر مهرجانات ومسيرات المعارضة ولا يتردد في الكلام ليرفع عاليا آمال بلاد بكاملها. وفي الصحافة الوطنية والدولية على حد السواء، ما فتئ اعلي يكشف للعيان معاناة شعب حولته جماعة عسكرية ـ تجارية إلى رهائن.

وبعد رحيل اعلي الآن فعلى من نعقد الأمل؟

إن أحمد ولد داداه، المعارض التاريخي الذي شاب في النضال، لم يعد قادرا على الترشح للانتخابات… فعلى من نراهن؟ لم يعد ولد عبد العزيز مرشحا، وسينشئ النظام، بدون شك، خلفا منبثقا من صفوفه لمنع البلاد من الإفلات من قبضته. لكنها محاولة يائسة إذا تمكنت المعارضة من التفاهم وإعادة توحيد صفوفها. لقد أعطت غامبيا مثالا رائعا على ذلك قبل بضعة أشهر. كان قادة المعارضة في السجن فرشحت المعارضة أمين مالية الحزب الرئيسي المعارض ليحيى جامي وهزمت الديكتاتور هزيمة نكراء فاجأت الجميع. لماذا لا يمكن تطبيق ما حدث في غامبيا على موريتانيا؟ ألسنا قادرين على أخذ مصيرنا بايدينا؟ إلى متى نبقى مقيدين من قبل نظام وجنرالاته ووجهائه وغيرهم من شيوخ قبائله ؟ لا شك أننا نتعود على كل شيء والله يعلم أن العادات لا تختفي بسهولة! لكن الدرس، في نهاية المطاف، من الموت المفاجئ هو أنها تكشف لنا ما يكفي من الفراغ والشعور بالنقص لدفعنا إلى رص الصفوف. لقد سلم اعلي روحه لباريها ولكنه نقل إلينا، جميعا، الإلهام لنتنفس معا بملء رئاتنا.

تقدمي

تابعونا على الشبكات الاجتماعية