دقة - حياد - موضوعية

"ماسينا" :التنظيم الجهادي الأخطر على موريتانيا من القاعدة

2015-05-14 08:41:04

اعلن قبل اشهر في مالي عن ميلاد تنظيم جهادي جديد  يتركز قرب الحدود الموريتانية و يحمل اسم حركة تحرير (ماسينا) تيمنا بالمملكة الفلانية القديمة وسعيا لبعثها وانهاء سيطرة المبماره على الفلان يقوده الزعيم الديني "محمدن كوفي" ليضفي لون السواد  من جديد على اللوحة المالية القاتمة.

.

 التنظيم -حسب  المتابعين - يمثل تطورا خطيرا سيكون له ما بعده في التعاطي مع الحركات الجهادية في البلد وفي منطقة الساحل عموما .

وقد نفذ حتى الآن ورغم حداثة سنه العديد من العمليات الخطيرة داخل الأراضي المالية كان آخرها قتله لرئيس قرية "دوغو" الأربعاء الماضي بدم بارد  وفي وضح النهار مما سبب حالة من الهلع غير مسبوقة بين سكان المنطقة الإدارية الخامسة لمالي بدأت تمتد لتصل  عمق الأراضي الموريتانية.

خبراء في شأن الحركات الجهادية أكدوا لصحيفة نواكشوط حجم الخطورة الكبيرة التي تشكلها الحركة الجديدة  ليس فقط في مالي و إنما على موريتانيا  نظرا لعاملين رئيسيين:

1)-قربها من الحدود حيث تتمركز أحيانا على مرمى حجر منها

2)-وجود امتدادات مهمة لها داخل الأراضي الموريتانية

وتزداد خطورة  حركة تحرير "ماسينا"إذا ما علمنا أنها شكلت الحلقة المفقودة في عقد الحركات الجهادية بإفريقيا حيث مكنت  ولأول  مرة من ربط القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بحركة بوكو حرام .

دعوات لمعالجة الوضع والتحكم فيه قبل فوات الأوان

الاستيضاح الوضع أكثر اتصلت "نواكشوط" بالصحفي والخبير في شأن الجماعات المسلحة السيد عبد الله مامادو حيث أكد ا انه خلال مقابلة  سبق ان أجراها لجريدة الزمان سنة 1192  مع رئيس الجبهة الشعبية لتحرير ازواد اياد غالي  قال الاخير بالحرف الواحد ان افلان يعيشون نفس الوضع الذي يعيشه "اتوارك" من ظلم وتهميش وعزلة واضطهاد-  واضاف با-ان الجبهة  كانت تضم مقاتلين من افلان تحولوا مع المد السلفي الكبير الذي تعرفه المنطقة من يساريين الي سلفيين مشيرا ألي ان زعيم حركة تحرير ماسينا هو منفذ عملية كونا التي أعطت الفرنسيين  فرصة التدخل في مالي .

وخلص مامادو با  الي ان الوضع في دولة مالي بغض النظر عن الانتماءات العرقية للفاعلين فيه يشكل تهديدا خطيرا على الأمن في موريتانيا.

وتشكل منطقة ماسينا العمق التاريخي لآفلان في العالم  وتطرح محاولة بعثها اليوم تحديين خطرين:

-التحدي الأمني الخاص

-تهديد النسق التقليدي للتدين الإسلامي في المنطقة والقائم على الطريقة القادرية الصوفية.

و أضاف :اعتقد ان التحديات المطروحة تفرض التحكم في الوضع مازال في مهده من خلال التعاطي مع مطالب افلان واشراك العرب وصونكاي باعتماد مقاربات اجتماعية وسياسية  تقوم على معالجة الاختلال بدل المقاربة الأمنية التي كانت وراء التحاق أعداد كبيرة من شباب افلان بحركة انصار الدين وغيرها من الحركات الموازية.

واكد با ان ستفحال العنف في مالي يأتي بعد شهر من التهديدات التي اطلقها بلعور بنقل الحرب من الشمال الي الوسط والجنوب  كمرحة اولية لإعادة تنظيم الحركات الجهادية من خلال الدفع بفاعلين جدد لم يكونوا ظاهرين الي الصفوف الأمامية.

التنظيم الن يستمر في غياب روافد إيديولوجية تتبناه 

اما الصحفي والمؤرخ سيدي محمد ولد جعفر فاكد "ان افريقيا جنوب الصحراء وخاصة جمهورية مالي التي عرفت دولا " اسلامية" لا يوجد في ثقافتها الجهاد "السلطاني" الذي طبع مسيرة التاريخ الإسلامي واقصد به الجهاد الذي يرفع راية التمكين للدين وفي الجوهر يبحث عن الريع والسبايا فقد دخل اسلام القوافل المسالم المنطقة وتلقفه الناس وكان الأقرب إلى اسلام القرءان القائم على عدم الاكراه على اعتناق الدين وهذا ما يجعل اسلام افريقيا جنوب الصحراء مرنا ومتقبلا للأخر حيث المسجد والكنيسة والمعبد في مدينة واحدة بتسامح ونظرا للحضور القوي للطرق الصوفية في المنطقة وحتى في ماسينا تاريخا  لأنها كانت مملكة صوفية قادرية وما يحمل التصوف من روح تسامح تتماشى والعقلية الافريقية فحتى المال السعودي الكثير لم يفلح في خلق تيار وهابي مؤثر في جمهورية مالي رغم حضوره القوي في العاصمة والمدن الكبيرة بل إن كلمة يا بن الوهابي تعني أنك خارج على التدين المحلي المعبر عن الخصوصية أما كون هذا التنظيم سيشكل تهديدا لموريتانيا  لا أظن أنه سيهدد حتى التماسك الديني في جمهورية مالي لأنه لا يجد روافد ايدلوجية تتبناه  وتدعمه بالمال والسلاح  لأن المنطقة كما سبقت الاشارة منطقة تنفوذ صوفي متجذر و الدعم يمكن ان يأتي أساسا من القاعدة ومشتقاتها وأي حضور وازن لها وعلني سيواجه من طرف القوى المحلية الطرقية قبل الدولة إضافة الى عدم وجود  الشخصية الكارزمية لأنه ان وصلت تلك المراحل سيهدد السلطة المركزية قبل دول الجوار".

 

ومهما يكن من أمر فان الوضع في الجارة الشرقية مالي يوشك على انفجار حقيقي في ظل الانفصام الكبير في المواقف مابين القادة السياسيين والقادة العسكريين الميدانيين  وفي الشمال مما ينذر بفشل اتفاق السلام المزمع توقيعه في الجزائر منتصف الشهر المقبل او على الأقل إبقاءه حبرا على ورق امام  رفض القادة الميدانيين الالتزام به وإصرارهم على المطالبة بالانفصال وكلها أمور تستدعى من موريتانيا مزيدا من اليقظة والاحتراز وتقوية  وتعزيز الجبهة الداخلية تحسب لكل التطورات.

امربيه ولد الديد

تابعونا على الشبكات الاجتماعية