دقة - حياد - موضوعية

المذرذره تودع أحد أبنائها البررة/ امربيه ولد الديد

2018-01-20 00:55:36

تودع المذرذره اليوم أحد أبنائها البررة الذين عشقوها إلي حد الجنون، وعملوا لتحقيق مصالحها والتعريف بمكانتها  دون أن تكون لهم أطماع سياسية أو مصالح براغماتية من وراء ذلك.

.

انه المرحوم عبد الله جارا (إبن الوالد الفاضل علي باكاري جارا) الذي لم يتخلف أبدا عن كل ما من شأنه مساعدة المذرذره إلى أن أقعده المرض وأودى به مأسوف عليه. لقد كان الفقيد المنظم الرئيسي لذكرى مئويتها، وهو عضو مؤسس في نادي حماية تراثها الثقافي،  وقد قدم مساهمات كبيرة في سبيل إنجاح تظاهرتها الأخيرة (مهرجان العلك) في مقدمتها فتح مكاتبه الرحبة أمام الاجتماعات سواء كانت عامة لأطر المقاطعة أو خاصة بمكتب النادي، هذا فضلا عن إثرائه للنقاشات بأفكاره النيرة وأرائه السديدة ومساهماته المادية المعتبرة.

كان المغفور له عبد الله جارا يكثر الاتصال بي في موسم الخريف الماضي، خاصة خلال عطلة الأسبوع -عندما أكون في المذرذره- ليسألني بإلحاح عن أخبار المطر وأحوال الناس إذ كان قلقا على السكان من تأثيرات نقص الأمطار. وأتذكر أنه طلب مني التفكير في مبادرة محلية لمساعدة الأهالي على تجاوز موسم الجفاف المرتقب، وهي الفكرة التي حالت الظروف الصحية للمرحوم دون مواصلتها.

إسهامات الفقيد عبد الله جارا لم تقف عند هذا الحد، ولم تقتصر على مسقط رأسه، بل شملت كل موريتانيا التي مثلها أحسن تمثيل كأستاذ محاضر في جامعات مغربية وسينغالية، وكخبير  دولي شارك في العديد من الندوات الدولية حول البيئة والتغيرات المناخية  في أرجاء العالم، كما جلب المساعدات والتمويلات لفقرائها في قرى وآدوابه كيهيدي ومثلث الفقر.. ضاعف الله له الأجر، وجعل أعمال البر التي يقوم بها لوجه الله في ميزان حسناته، وتقبله في عليين، وأسكنه الجنة مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

تابعونا على الشبكات الاجتماعية